يرحل الكبار "مشيل حمارنة" تتعاظم الخسارات!
هشام عزيزات
10-02-2022 09:43 PM
لا يمكن حين تلامس كفي مشيل حمارنة "ابا عمر" الا ومادبا والاردن في تلافيف دماغ من صافحة وشعر بروح الاردنية النقية المقدسة تسري في عروقه كالمرؤة والفروسية والشجاعة والكرامة ناطقا بتعويذة الاردنيين التي وزنها وزن ذهبهم.. يا مرحبا.
هذه اول سطر من سيرة رجل اعرفه، عن قرب منذ زمن اردني مسؤول وها انا في الخامسة والستين من دهر فيه الشغف وفيه الفرح والمحبة والسلام واخر محيا لمشيل في هذه المخيلة قد عبرت في شريط الذكريات والمكان في مادبا والوقت صباحا والحيز مقهانا "ايولا" بساحة السلام برفقة حرمة المرحومة ام عمر والزميل ثقيل الظل جمعة الشوابكة.
وكان الاردن وكانت مادبا حاضرة بكل التفاصيل حتى في لقمة فطور مادبا الصباحي وفنجان قهوتي الصباحية والانظار صوب الرجل القامة الفكر والاعلام والسياحة والمواطنة المتواضعة.
هذا جانب قريب، من ذكرى الرجل وقرب ابا عمر من القلب والعقل والعمل المشترك، في دورة من دورات مهرجان جرش للثقافة والفنون المشتعلة حضورا بالفاعليات وحضورا اعلاميا متميزا حين كان نعمل في مكتب الأنباء الكويتية بعمان بجانب فندق القدس.
فمنحني وزملائي فرصة ان نقدم المهرجان، من على صفحات العزيزة الكويتية "الأنباء" للاخوة في الخليح العربي كبوابة تسويق سياحي للاخوة، في الجزيرة العربية صوبا للاردن بدلا من الريفيرا الفرنسية ونهر السين ولندن وباريس وسوسيرا وهولندا وبلجيكا وغيرها، من عواصم العالم لتكون السياحة العربية إلى جرش اولا الفعل الاردني باصالة الفن ومعاصرتة وعالميته وممتدة لتكون مادبا بعد جرش عاصمة للسياحة العربية ٢٠٢٢ وعلى مسافة ازيد من ٤٠ سنة.
اما الجانب التشاركي، في الامل اولا والهم ثانيا يغزوه استاذنا الكبير اكرم مصاروة الذي كان يتهيأ لتسلم دفة مهرجان جرش بعد انتقال الراحل مشيل حمارنة من الادارة العليا لجرش والسياحة والاعلام ليكون علي مقربة من الامير الحسن بن طلال كمدير لمكتبه فمنح من عقل ودماثة خلقه ما جعل من الموقع السياسي يليق به.
وتدور الايام وتتدور الاحداث، فاكون مكلفا من الراي العزيزة ان اغطي صحفيا مشاركة البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول المقيمة في البلاد مراسم وطقوس عيد الميلاد المجيد بجبل نيبو فاوفق بمقابلة صحفية مع الحسن بن طلال.. كانت اول طلة للامير في مواجهة صحفية اردنية في ادق واخطر المراحل وهو اي "ابي راشد" خارج المسؤولية الوطنية فلم يبخل، فكان ابا عمر مرشدا لي وداعما وموجها.
هذا جانب اخر حيوي من الجوانب المهمة في حياة مشيل حمارنة لينتقل الى موقع تمثيلي عضوا في مجلس الاعيان زين المنصب وزاده التصاقا بحاجات الناس ومطالبهم وتنفيذ الممكن منه دون تغول سياسة الواسطة والمحسوبية.
فكان مدركا لحراجة المنصب وما يدور حوله من لغط واقاويل واستفادات رخيصة، كان المنصب عفيفا وكان الرجل اكثر عفة وشفافية.
بالمحصلة لم ولن يكون هذا السرد لتلميذ في مدرسة ابا عمر الخلقية الوطنية، الا بعضا من عصارة فكره منذ كان دبلوماسيا اردنيا في امريكا والتي انعكست بكل ايجابية علي كل ادواره في كل المواقع السياسية، فكان خياره ان يكون مزارعا اردنيا طافت فيه الارض في جنباتها الاربعة، فشكلت هذه التي كنت قريبا من بعض سياقانها فصول رواية الارض والانسان في اردن كانت الارض صراعا سرمديا وكان الاردني احد اساطير التاريخ الغابر والجلي في هذه العلاقة البعيدة عن المساومة والتفريط والمقايقضة والتشبث بكل متر من تراب الوطن اختصرت الثورة الكبرى مشروعها الاكبر بالدولة الاردنية التي تدخل الـ ١٠٠ الثانية من عمرها بكل نجاح وبالتالي تحتسب للاخفاقات والخسارات قبل النجاحات.
وداعا الكبير ابا عمر مشيل حمارنة.