أزمة الصحف الورقية و"دموع الصيّاد"
طلعت شناعة
10-02-2022 10:52 AM
لعلكم تذكرون قصة " دموع الصيّاد " التي أصبحت مثلاً يستحضر الناس كلما وقعوا في " مشكلة مشابهة ".
تقول الحكاية :
"يحكى أن صياداً اصطاد مجموعة من العصافير في يوم بارد ، ثم وضعها أمامه ، وصار يذبحها واحداً واحداً والباقي ينظر ويتفرج ...وكانت دموع الصياد الجزار تنزل من عينيه بسبب البرد القارس والريح الشديد ، فنظر عصفوران إليه والى دموعه فقال أحدهما للآخر : انظر الى الصياد المسكين كيف يبدو حزيناً على ذبحنا ..إنه يبكي شفقة علينا ورحمة بنا ! فقال له العصفور الآخر بفطنة وذكاء : " لاتنظر الى دموع عينيه ، ولكن انظر الى فعل يديه" ..
المتآمرون على الصحف الورقية ، تحديدا " الدستور " و " الرأي " التي تحدث عنها الدكتور بشر الخصاونة في مجلس النواب امس ، كُثُر .
ولأن الموضوع والأشخاص باتوا تقريبا ، معروفين، وكذلك الجهات التي " تتباكى " الان على صحافتنا التي نعتز بها حتى .. اخر نقطة حبر تنسكب صفحاتها.
ورغم أنني من الجيل " السابق " والذي اضطرته " الظروف المادية " للانسحاب " الطوعي " كي نتيح ل " السفينة كي تتابع المسير باقل حمولة " ، الاّ انني مثل سواي من " المحبين " و " المخلصين " والمؤمنين ان لا بديل عن " الصحافة اليومية " واهميتها لحياة الناس والدولة.. والحكومات ، حتى تلك التي ساهمت بقراراتها بتحويلها إلى مكاتب " فارغة ".
ناهيك عن " معظم محتوياتها ".
في مصر ، وهي الدولة الرائدة، لا تزال الدولة تحرص على كل الصحف اليومية الورقية وهي التي يُطلقون عليها " الصحافة القومية ".. رغم وجود المواقع الاكترونية الناجحة..
استغرب.. الوضع عندنا... لماذا بات الأمر مُحزناً .. جداً .
بعض الحكومات نجحت باحتواء صحفنا وحوّأنها إلى " نشرات حكومية " بدل ان تكون صحافة الناس وصحافة الدولة.
لا استطيع تحديد " الاسماء"، ولكنني حزين أكثر و " مندهش " من عجز الدولة عن المحافظة على " لسانها " و " ذاكرتها ".
تماما مثلما هي مشكلة الفن والفنانين والمثقفين... الذين يتعامل معهم " أغلب المسؤولين " باعتبارهم " ترَفاً " زائدا..
وفي الوقت نفسه ، يسعدهم ظهور صورهم و " انجازاتهم " من خلالها.
يتكرر " البكاء على اللبن المسكوب "..
ولا أدري إن كانت " نقابة الصحفيين الحالية " قد دخلت " معركة حقيقية " من أجل " إنقاذ ما يمكن إنقاذه ".. قبل " فوات الأوان "..
اتمنى " صحوة ما "..
لعلّ و.. عسى ..
وفي " فمي .. برميل مااااء " !!