الإخبار الصادرة من وزارة التربية والتعليم والتي تناقلتها وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونية على لسان نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور خالد الكركي ان نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لدورتها الصيفية الحالية لسائر الفروع الأكاديمية والمهنية، ستعلن صباح السبت السابع من شهر آب المقبل . وبهذا الإعلان عن موعد النتائج تكون الوزارة قد أزالت عنصر المفاجئة والتفكير والانشغال في موعد النتائج.

وبما أن الأسر الأردنية داخلة بسرعة " الضوء "إلى الاشتراك في خدمة الانترنت المنزلي فان كل طالب يستطيع الحصول على معدله من منزله، حيث ستعلن النتائج الإلكترونية وحصريا سيكون من خلال موقع الوزارة الإلكتروني. وإذا كان من الذين تقدموا للامتحان لا يملك انترنت في منزله فان الاستعانة بصديق سيكون سيد الموقف في مثل هذه الأجواء والظروف.

النتائج سوف تعلن والأخبار المتسربة من الوزارة مطمئنة وتؤكد بانه لا يوجد مجالا للخطأ او التشكيك في دقة النتائج كون عمليات التجريب المتتالية ألتي قامت بها الوزارة على إدخال العلامات وتحميلها على المواقع الإلكترونية التي تنوي الوزارة إعلان النتائج منها هي السبب في تأخر إعلان النتائج .والقيام بعملية تدقيق العلامات لأكثر من مرة لضمان الدقة وعدم حدوث أي أزمة غير متوقعة، وخاصة بعد الأزمة التي حدثت في الدورة الشتوية الماضية في النتائج الإلكترونية والتي أثرت في دقة نتائج علامات طلبة الدراسة الخاصة الإلكترونية وشكلت صورة قاتمة لدى الأسر الأردنية عن إجراءات الوزارة غير الدقيقة والإهمال في متابعة شؤون امتحان الثانوية العامة وعدم قدرة الوزارة على إدارة إجراء وتنفيذ الامتحان بصدقية وعدم ارتكاب خلل أو أخطاء .

السبت المقبل سيكون الطلبة الذين تقدموا لهذا الامتحان وجها لوجه مع النتائج وسوف يحصلوا على نتائجهم ويسدل الستار على نتائج التوجيهي الدورة الصيفية ، ليبدأ الطلبة مرحلة الاستعداد للامتحان القادم والذي سيكون في الصيف القادم ، وما أجمل وأعمق أن يكون هذا اليوم بداية مرحلة انطلاق (Commencement day ) لمرحلة دراسية أخرى وبهذه المناسبة أدعو كل طالب وطالبة أن يتعامل مع النتيجة بواقعية والبعد عن مظاهر المبالغة في الفرح لمن حالفه الحظ في النجاح والبعد عن كل السلوكيات التي تؤذي الآخرين وتزعجهم وخاصة إطلاق الأعيرة النارية أو السرعة الجنونية مما يعرضهم للخطر ، ومراعاة مشاعر الزملاء والأقارب والجيران الذين لم يحالف أبنائهم تحقيق معدلات جيدة فنحن والحمد لله نعيش في أروع صور التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع ، أما الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في تحقيق المعدل المطلوب فانصحهم بعدم المبالغة في الحزن والندم فهذه النتيجة ليست نهاية المطاف فدورة الحياة لا تنتهي بالإخفاق في امتحان ولنجعل من نتائج هذا الامتحان دروس وعبر للامتحانات القادمة وبذل مزيد من الجهد والمثابرة لتلافي الوقوع في الأخطاء وتجاوزها في الامتحان القادم . وأتوجه الى كافة الأسر أن تأخذ في عين الاعتبار قدرات أبنائهم ومستوى تحصيلهم العلمي قبل أن تطلب منهم تحقيق المعجزات ، وان لا يتحول طالب التوجيهي في الأسرة محط " تنافس " بين الأسر والأقارب والجيران وبالتالي نضع الأبناء في فكي كماشة " كماشة القلق والخوف من عدم إحراز المعدل الذي يرغب به الأهل ، وكماشة قدرات الأبناء العقلية والجسمية والتحصيلية واستعدادهم للامتحان ودخولهم قلقين مرتابين للامتحانات ، وبهذه الحالة فان القلق والخوف والمبالغة من الأبناء في تقديم الامتحان بشكل ممتاز سيكون سيد الموقف . والنتيجة صدمة الأهل من النتيجة الحقيقة للأبناء.لذا لا تساهموا في وضع الأبناء في أجواء مقلقة كئيبة بعد حصولهم على النتائج مهما كانت.

مسك الختام ،،، هل تستطيع الوزارة إزالة الصورة القاتمة التي لصقت بها بسبب إخفاقها في ضبط إيقاع نتائج التوجيهي وإخراجها بصورة دقيقة . وهل استفادت الوزارة من الأخطاء التي ارتكبت في الدورة الشتوية الماضية ، وهل يحمل الدكتور " خالد الكركي" في جعبته من خطط ومشاريع وأفكار تطويرية تمحو هذه الصورة القاتمة ويعيد للوزارة القها وبريقها التربوي ، المجتمع الأردني يحكم على ذلك بعد إعلان نتائج التوجيهي .
ohok1960@yahoo.com

أكاديمي – تخصص علم اجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية