الإيمان بوجود "الله" جل في علاه، يعني أن نتيقن من حقيقة أن كل أمر في هذا الوجود المؤقت الذي نأتيه باكين ونغادره مبكيا علينا، هو بيده سبحانه.
ومتى كان الأمر كذلك، فلا بد لكل مؤمن يعرف "الله" حق معرفته ويدرك أنه تحت رقابته سبحانه من مهده إلى لحده، من أن يعتز بالله وحده لا شريك له.
مصيبتنا نحن عرب اليوم أننا ندعي في معظمنا الإيمان بالله جلت قدرته، ونصلي ونصوم ونؤدي العبادات في جلنا وليس كلنا، لكن الكثرة منا يؤدونها كرياضة جسمانية لا أثر لها في أفعالنا وأقوالنا.
الأدهى والأمر، أننا في سياساتنا وإدارة شؤون دولنا مسؤولين ومواطنين معا، نتوهم أن مصائرنا بأيدي بشر مثلنا إمتلكوا قوة عسكرية ومالية وإقتصادية ونفوذا عالميا واسعا، فترانا نتقرب منهم كرها وطوعا، نجاملهم كما يطيب لهم، كما لو كانت حياتنا وحاضر دولنا ومستقبلها بأيديهم وحدهم!.
معظمنا نحن العرب، نرى العزة عند أميركا ورهطها، نخشى غضبها وننشد رضاها، ناسين أن العزة لله جميعا، وأن بعدنا عنه سبحانه، هو سبب ضياعنا وهواننا على الناس، وهو الذي أغدق علينا دونا عن سائر الأمم، خيرا لا يعد ولا يحصى، وجعل "حركة" البشر ومعداتهم وما يملكون من مواد خام، بأيدينا نحن العرب "نفط ومعادن وثروات طبيعية هائلة"، وزاد بأن جعل بلادنا مهبط الوحي وأرض الرسالات ومهوى أفئدة البشر كافة.
وبرغم هذا الجود الإلهي العظيم، فنحن قاصرون تتقاذفنا الأمم يمينا ويسارا، حتى جعلنا بلادنا مرتعا خصبا لكل "همل" الكوكب فيما شعوبنا تعاني الأمرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله!.
وليس أدل على هواننا وضعفنا وتشرذمنا، مما فعلته وتفعله شراذم يهود طردهم العالم لمما إلى ديارنا فصاروا وهميا في ربوعنا "سادة" نخشاهم ونتقرب إليهم خوفا من غضبهم وغضب أسيادهم الذين سلطوهم على رقابنا عنوة، وقلة منا فقط، يدركون أن هؤلاء حفنة من جبناء يوظفون السحر والرذيلة والتجسس لكسر شوكة وهيبة وعين كل صاحب نفوذ أو ضعيف نفس في عالمنا العربي المؤلف من طوفان بشري قوامه أكثر من 400 مليون إنسان لو زحف واحد بالمائة منهم بعصي صوب فلسطين لفروا منها فرار الجرذان خوفا وهلعا وذعرا.
خلاصة القول.. أن ذلنا نحن العرب وجميعا، منبعه إعتزازنا الكاذب بأميركا ومن يسير في ركبها، ويشهد "الله" أننا لو أيقنا وأدركنا أن العزة لله وحده سبحانه، وعليه توكلنا لا على أحد سواه، لحكمنا الكوكب كله سلميا بإرادة من ليس كمثله شيء خالق كل شيء القادر وحده على كل شيء. وهو تبارك وتعالى من أمام قصدي.