ايقاع غريب واستجابة اغرب لمفهوم الايجابي والسلبي عند الحديث عن الكورونا فدلالة مصطلح السلبي لا تشبه الدلالات التي نعرفها كذلك الايجابي فقد تبدلت لتشير الى ما لا نرغب فيه.. تماما مثل معاني الحمل في الزواج ومعنى ظهوره على شهادة طالب مدرسة عند نهاية العام.
لم يسبق لنا في الاردن ان استخدمنا مفهوم الايجابي بهذه الكثافة فقد كان الناس سلبيون يميلون الى الغضب ويهيمن على مزاجهم التوتر فلا تعرف متى سيتفجر بركان غضب احدهم ولا من الذي سيتضرر من الانفجار..
بكل المقاييس كان الوعاظ والمرشدون ومدربو الاتصال وضيوف برامج التلفزيون الصباحية ورجال الدين المتعصرنين وخبراء "اللايف كوشنغ" الذين اصدروا شهادات مهن لانفسهم وتكاثروا بشكل لافت يرشدون الناس بان يتحلوا بالايجابية والتفاؤل..
المطلقات والارامل والرجال الذين يحبسون ابناءهم في الاقبية يدعون الناس إلى أن يكونوا ايجابيين ويعددون فضائل الايجابية..
المؤسف اننا لم نتمكن من اتباع ارشاداتهم لاننا لم نصدق الكثير منهم ولان همومنا اكبر من ان تخفيها الابتسامات المفتعلة والكلام المعسول.. كل ذلك تلاشى بعد ان دخلت كورونا الى بيوتنا وحولتنا الى اشخاص ايجابين..
اليوم اصبحت لفظة ايجابي الاكثر شيوعا واستخداما بين الاردنيين بصرف النظر عن طبقاتهم ومشاربهم الوزراء والنواب، والرؤساء والمرؤسين، والقضاة والمتهمون، والصيادلة والاطباء والضباط والجنود، كما العمال والمشرفون. والطلاب واساتذتهم اصبحوا ايجابيون بحكم المختبر الطبي الذي اصبح مثل الهيئة المستقلة يقول كلمته النهائية بوضوح ونزاهة وشفافية فهو الذي يصنفنا الى ايجابي وسلبي.. وهو الذي لا يغضبنا قوله لنا باننا سلبيين ويزعجنا قراره باننا ايجابيين.
السلبية الجديدة تتلاشي فقد كثرت اعداد الايجابيين لدرجة ان من الصعب ان تجد بيتا يخلو من الايجابية.. نتمنى ان تنتقل عدوى ايجابية المختبر الطبي لكل جوانب حياتنا لنرى الاشياء على ما هي عليه فنصدق القول ونؤدي العمل ونحسن المعاملة ونتوقف عن كل ما يخل بالقيم والاخلاق والحريات والحقوق.