facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المقالة الجامعة .. الحلقة السابعة


اللواء المتقاعد مروان العمد
07-02-2022 01:50 PM

ادراكاً من جلالة الملك المعظم بأن الاصلاح السياسي على اهميته غير كاف ، وانه لا بديل من تحقيق الاصلاح الاداري والاقتصادي ايضاً ، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها الاردن ، وارتفاع نسبة البطالة ، وارتفاع اسعار المواد الغذائية والمحروقات والكهرباء والماء والخدمات العامة ، وما رافق ذلك من انخفاض الدخل وزيادة عدد العاطلين عن العمل ، واغلاق المحال والمنشآت الصناعية والتجارية نتيجة انتشار وباء كورونا .

لذا فقد اولى جلالته اهتمامه الكبير في عملية اصلاح القطاع العام ، وتم تشكيل لجنة خاصة لتحديثه . وقد التقى جلالته مع رئيس واعضاء هذه اللجنة واكد لهم على اهمية ربط نتائج عملها بجدول زمني قابل للتطبيق ، وبشكل يلمس المواطنين انعكاسه على حياتهم، وان يتزامن ذلك مع عملية الاصلاح السياسي . معربًا عن تطلعه لرؤية مخرجاتها في وقت قريب .

كما التقى جلالته رئيس مجلس الاعيان ورؤساء اللجان في المجلس حيث قال جلالته ان الاردن ماض في مسيرة التحديث السياسي دون تردد وتوقف ، واننا واثقون من النجاح بأرادة الاردنيين . وقال جلالته ان التصدي للبطالة يتطلب قرارات شجاعة وتعاون مستمر بين القطاعين العام والخاص . وان تحدي المياه سيواجه دول الاقليم في الاعوام العشرة المقبلة . وشدد على اهمية العمل الجماعي المبني على تشاركية حقيقية داعياً الى تقبل الآراء ، وتجاوز الخلافات الشخصية في سبيل المصلحة الوطنية .

كما التقى جلالته مع مجموعة من سيدات المجتمع وقال لهن انا عندما اتحدث عن الاردنيات ، اتحدث عن الام ، وعن الدكتورة ، وعن المعلمة وعن العسكرية . وانتن نصف المجتمع وانا فخور بكن .

وفي لقاء لجلالته مع ممثلين عن القطاع التجاري بشرهم بقرارات اقتصادية مقبلة تتعلق بالاصلاح الاقتصادي والاداري . وعن قرارات سوف يتم اتخاذها تتعلق بالحد من الفقر والبطالة ، مما يعد رسالة أمان للتجار والمستثمرين

كما تحدث جلالة الملك عن الخطط الاقتصادية التي سيتم عملها في العقبة خلال السنوات الخمس القادمة ، وعن سكة حديد العقبة عمان وعن مشروع قناة البحرين .

كما وان دولة الرئيس بشر الخصاونه خرج عن صمته خلال الاسابيع الماضية . ودافع عن التعديلات الدستورية والتشريعات الناظمة للحياة السياسية والتي تمهد للحكومات الحزبية . وعن ضرورة ان يترافق ذلك مع تحديث المنظومة الاقتصادية الادارية . واهمية الشراكة مع القطاع الخاص . وعن لجنة تحديث القطاع العام والتي ستقدم خارطة طريق تفصيلية خلال ستة اشهر . كما تحدث عن اتخاذ قرار في مجلس الوزراء باعادة هيكلة التعرفة الجمركية .

وتحدث وزير الزراعة عن خطة تنمية زراعية خلال الايام القادمة . وأكد وزير الاستثمار التزام الحكومة بدعم المستثمرين بهدف جذب المزيد من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية .

وكل ذلك يدل على مدى حرص جلالة الملك على القيام بنهضة ادارية ،اقتصادية ، استثمارية شاملة في الاردن .

الا ان هذا الامر قد استقبل من قبل البعض بالهجوم والتشكيك . وقيل انها إجراءات شعبوية تهدف الى تخفيف الاحتقان بالشارع الاردني فقط . و عن تخفيض الضريبة فقد قيل انها ستكون على حساب المصلحة الوطنية ، وسوف تؤدي الى افضلية البضائع المستوردة على المحلية . وستسبب بهجرة الصناعات الاردنية بسبب خسائرها المتوقعة . مع ان هذا كان مطلب التجار بكافة فئاتهم ، عدا عن كافة المواطنين . ولم يكتفي المعلقين على هذه الإجراءات والقرارات بذلك ، بل جعلوا منها مادة للسخرية على الحكومة وقراراتها .

وعاد البعض للحديث عن قيام الحكومة بيع شركات استثمارية خارجية قطعاً من الاراضي باسعار اقل من اسعارها السائدة في ذلك الوقت . متجاهلين ان الدولة عندما تريد استدراج استثمارات خارجية فلا بد من ان تقدم تسهيلات واعفاءات للشركات الاستثمارية تغريها بالاستثمار، ومنها بيعها الارض باقل من قيمتها بقيمة معقولة لاقامة الاستثمارات عليها ، بالاضافة الى اعفاءات وتسهيلات جمركية وضريبة اخرى . وهذا مبدأ اقتصادي معروف ومعمول به في مختلف دول العالم . وكما ان من اساليب جذب الاستثمارات هو ان تقوم الشركات الاستثمارية بالبناء من اموالها على ارض مملوكة للدولة ، مع اعطاء هذه الشركات حق ادارتها واستثمارها لعدد من السنوات مقابل نسبة من الدخل ، يتم تسليمها بعد ذلك كاملة للدولة .

كما ان الكثير من دول العالم تقوم ببيع بعض المشاريع الاقتصادية التي تملكها لشركات استثمارية وخاصة عند تعثر الادارات الحكومية في ادارتها والحاق الخسائر المادية فيها ، او عدم تحقيق الارباح المرجوة منها . ومن الطبيعي ان تباع هذه الشركات باقل من سعرها الدارج لجذب الشركات التي يمكنها ادارة هذه المشاريع . صحيح ان كثيراً من الشركات الاردنية قد تم بيعها باقل من سعرها ، ولكن لا يمكن انكار ان هذه الشركات قد حققت بعد بيعها ارباحاً كثيرة وارتفعت قيمتها ، مما حقق ارباحاً لمالكي اسهمها من الاردنيين ، والى تحقيق دخل للدولة اضعاف الارباح التي كانت تحصل عليها منها قبل بيعها . ناهيك عن تجنب الخسائر التي كانت تتحملها من ورائها . وذلك لان الحكومات دائماً ما تكون تاجراً و مستثمرا فاشلا .

القصد من حديثى انه ليس العيب في البيع او التأجير لشركات استثمارية . وخاصة ان هذه المشاريع ستبقى على ارض الوطن . طالما الهدف من بيعها تحقق ارباح ترفد ميزانية الدولة ، وتوفر فرص عمل للكثير من المواطنين . على ان لا تكون تلك الشركات المباعة تنتج خدمات ضرورية للمواطنين ، وتجعلهم بعد بيعها رهن تحكم هذه الشركات بهم . انما العيب في حال البيع عن سوء نية ولتحقيق مصالح شخصية وعمولات للبعض .

اما عن المطالبة باسترداد الشركات والممتلكات المباعة ، فقد اصبح شعارا لا اثر له على ارض الواقع ، وخاصة من قبل حملة الشعارات الرنانة والتي تستجلب لهم الدعم ولا تكلفهم شيئ طالما هم على مقاعد المعارضة . فمن باع بيته بسعر رخيص ، لا يستطيع المطالبة باسترداده اذا ارتفع سعره فيما بعد ، وخاصة اذا ادخل عليه المالك الجديد تحسينات ترفع من قيمته . وحتى في حالة الغبن الشديد فأن استرداده يتطلب شروطاً مشدده ، ومنها ان يكون سعر البيع اقل من القيمة الحقيقية باقل من الثلث ، وان يكون قد تم اقناع البائع بالسعر عن طريق الغش والخداع ، او ان لا يكون البائع يتمتع بالاهلية الكامله ، لتبرير فسخ العقد . وحتى معرفته انه وقع ضحية غبن وعدم مطالبته بفسخ البيع فور علمه يسقط حقه في ابطاله . علماً ان هذا الامر لا ينطبق على الممتلكات الحكومة او الشركات التي تساهم بها الحكومة ، لأن لدى هذه الجهات امكانيات استشارية وقانونية لا تجعل منها ضحية الغبن الشديد . وان البيع يتم لجهات تعرف كيف تحمي نفسها قانونياً بحيث لا يمكن فسخ العقد بعد عشرات السنين من عقده ، وكما انها تتضمن شروطاً جزائية كبيرة في حالة رغبة احد الاطراف بفسخ العقد . حيث لا يمكن استرداد هذه الممتلكات او المؤسسات الا اذا تم اعادة شراؤها وبالسعر الذي يفرضه لمالك الجديد لها . ولا يبقى لدينا الا محاسبة الذين قاموا ببيع هذه الشركات والممتلكات اذا ثبت ان ذلك كان عن سوء نية او مقابل عوائد ومصالح وعمولات غير شرعية . والذين قاموا باختلاس او سرقة عوائد هذه الممتلكات التي تم بيعها . وذلك عن طريق محاكمتهم وتغريمهم ومصادرة اموالهم وممتلكاتهم .

المستقبل هو للاستثمارات وللمشاريع الصناعية ، ولا بد ان يتم قسم منها باحد الطرق التي ذكرتها ، فاذا بقينا على تفكيرنا في هذه الاستثمارات فأننا لن نتستطيع ان نجذب شيئاً منها ، وسنكون نحن والوطن اكبر الخاسرين . اما التغني بثروات بلادنا والقول انها تعوم على بحيرات من البترول والماء ، وكنوز من المعادن والمواد الخام وان صدق ذلك ، فأن هذه الثروات تحتاج الى ثروات لاستخراجها لا نملكها ، ولا بد ان يكون ذلك بالتعاون مع جهات اخرى ، وهي لن تقدم لنا هبات ولا حتى قرض حسن ، بل هي تسعى لمصالحها أولاً . وعلينا ان نتصرف على ضوء ذلك من غير ان يعني هذا التخلي عن سيادتنا على وطننا ، وان لا نرهن انفسنا وقرارنا للآخرين . وباختصار ان يتم ذلك على اساس تبادل المنافع ، وان نكون نحن اكبر الرابحين .

يتبع الحلقة الثامنة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :