تزامنا مع اللقاء الأخير لجلالة الملك عبدالله الثاني مع الشباب للحديث عن الأحزاب والدور الرئيس الذي يلعبه الشباب في المرحلة القادمة، ازداد التفكير بالية تمكينهم وكيفية تحضيرهم لشمولهم في المرحلة المقبلة، وأيضا الاخذ بعين الاعتبار مخرجات اللجنة الملكية وبالتحديد مشروع قانون الأحزاب الذيي يلزم بقاعدة شبابية نسبتها 20%.
في الاجتماع الأخير للجنة القانونية بمجلس النواب مع الامناء العامين للأحزاب القائمة، اعرب بعض الامناء عن قلقهم لعدم قدرتهم على جذب 100 شاب للانضمام في الحزب، بسبب ما اسموه "عزوف الشبابي عن السياسة"، وهذا ليس صحيحا، فالسياسة هي الشغل الشاغل لجميع الجلسات الشبابية والعائلية.
ما ينفر الشباب حقا هو الفكر القديم المتجذر داخل عقول "القيادات" الحزبية التي تكاد ان تكون غير متغيرة، فأحدهم عبر عن عزوف الشباب قائلا انه عرض 30 دينارا بدل موصلات ووجبة غداء لمن يحضر الاجتماع واستغرب عدم حضور الشباب، والاخر وضع اللوم على الحكومة السابقة لأنها لم تلبي طلبه بمنح الاحزاب وظائف حكومية يتم توزيعها على المنتسبين.
أكثر ما يخيف الشباب في المرحلة القادمة هو ان يتم استغلالهم من قبل قيادات قديمة لا تكترث لمصلحة الوطن ولا تريد تمكين الشباب واعطائه فرصة حقيقية بأن يكونوا في موقع مسؤولية حقيقي، بل أن يكونوا فقط "كمالة عدد" للمضي قدما في الإجرائيات للعودة الى الكرسي ولكن هذه المرة على حساب الشباب.
الشباب في الأردن لا يبحثون عن 30 دينارا بدل مواصلات أو وجبة غداء أو وظيفة يقايض فيها فكره وانتمائه السياسي، ولا حتى يحتاج للكوتا -مع انني اتفهم وجودها في ظل الظرف الراهن- لأن يثبت نفسه في الحزب والوطن، الشباب بالأردن بحاجة ماسة لفرصة، الشباب بحاجة لحزب يحتوي طاقاته ويجلسه مع أصحاب الاختصاص والمعرفة ليعدوا برامج وطنية حقيقية قابلة للتنفيذ من شأنها ان تنهض بالوطن.
شخصيا أرى ان في المستقبل البعيد لن تنجح سوى الأحزاب التي اعدت برامجها من قبل الشباب، لأنه الاعلم بحاله وبما يحتاج، وهو الاعلم بما هو المستقبل الذي يتطلع اليه. فكما قال سمو ولي العهد: "من يمتلك المفاتيح لعقول الشباب، تفتح له أبواب المستقبل... فالشباب إن اقتنعوا برسالة سيكرسون حياتهم فداءً لها."