دائما هناك متسع لجديد خصوصا في الاعلام الذي لا يقبل الوقوف عند انجاز، فالقارئ ينتظر المزيد كل يوم ولا يتسامح حين تغيب المصداقية والمهنية، في عصر أصبح فيه الاعلام هو السيد ، فقبل سبعة أعوام ولدت الزميلة الغد وكان يسود وقت الولادة سؤال: هل هناك متسع لصحيفة اخرى، وكانت الاجابة واضحة من لدن الفريق المؤسس : نعم هناك متسع للجديد وتوالت الاعداد ليضاف الى الساحة متسابق جديد ونشيط.
كذلك احتفلت الزميلة عمون امس بمرور أربعة أعوام على التأسيس وكان السؤال وقتذاك هل يمكن اخذ الصحافة الالكترونية على محمل الجد لتأتي الاجابة ان من يستثمر في المستقبل يملك الحاضر كله وهاهي عميدة الصحافة الالكترونية تسجل الانجاز تلو الاخر لتضيف الى المشهد الاعلامي نكهة اضافية.
لم يسر الاعلام الاردني منذ التحول الديمقراطي في العام 1989 في اتجاه مستقيم غير ان نظرة واحدة الى الوراء من شأنها ان تبعث في النفس الثقة على حجم الانجاز الذي – رغم عمقه وغناه – لا يرضي العاملين فيه باعتبارهم يثقون بان كلام الملك في «حرية سقفها السماء» يضع على كاهل المشتغلين في الاعلام عبء التفوق على النفس.
خلال العقدين تطور الاعلام كثيرا فالعريق ازداد عراقة والجديد افسح له المجال ليضيف لمسته اما الأطر المؤسسية فقد اضحت الآن اكثر التصاقا بهموم العاملين فالنقابة راكمت من المكاسب للعاملين ما يجعلهم يفخرون بنقابتهم رغم المطالبة بالمزيد.
حين ولدت الغد لم تبحث عن ملء فراغ حلفه احد، فقد اشتغلت على صياغة صوتها الخاص لتنافس في سوق مفتوحة، وحين ولدت عمون كأول صحيفة الكترونية لم تكن لتأخذ مكان احد فصنعت هي الاخرى صوتها الخاص.
كان أعضاء النقابة قبل عشرين عاما لا يتجاوزون المئة اما الآن فانهم قريبون من الالف ، لم يكن لدينا سوى يوميتين وربما ثلاث، واليوم لدينا سبع يوميات وعشرات الصحف الاسبوعية وما يزيد عن مئة موقع اخباري الكتروني وهذه التنويعة فيها الراقي وفيها العكس وفيها الذكي وفيها الاقل ذكاء غير ان الثابت هو ان الاعلام الاردني وان سلك في سبيل تطوره طريقة متعرجة لكنها كانت تسير دائما الى الأمام.
نبارك للزملاء في الغد سنتهم السابعة ونبارك لعمون سنتها الرابعة، وما دام الزملاء بخير فاننا بضفافه نفرح لانجازهم.
Sami.z@alrai.com
عن الرأي ..