ذهبتُ الى بيت إحدى الشخصيات السياسية برفقة صديق. وخلال الجلسة (استحضرنا) كائنات، و(مارسنا النميمة) كما ينبغي. ولم أكن أعرف معظم الموجودين. وأثناء الحديث نبهني صديقي أن أُخفض صوتي؛ لأن الرجل الذي يجلس على مقربة مني هو من (جماعة فلان). وكان يقصد مسؤولا سابقا.
وحين دعاني سميح محادين قبل اكثر من سنة، الى مقهى.. لشرب نفس «أرجيلة»، استهلكنا الوقت ونسينا أنفسنا وسط ضجيج لاعبي «الشدّة» و»طاولة الزّهر»، وعندما بدأنا نتحدث في السياسة، قال سميح : خذ بالك وامسك لسانك، بلاش يسمعنا حدا ويطلع من (جماعة فلان) ونعلق معهم.
زار زوجتي عدد من الجارات القديمات. وطبعا كنتُ «محبوسا» في غرفتي النائية خوفا من «الاختلاط» بهن. مع أن أصغر واحدة فيهن تجاوز عمرها الأربعين أو دخلت على «الستين». لكن يبقى «الرجل رجلا» و»الحرمة حرمة». وفجأة رن جرس الإنذار في العمارة فانتفضت مثل المفزوع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فواجهتُ رغما عني زائراتنا السيدات. وبعد أن إطمأننتُ ان ما جرى مجرد خطأ غير مقصود، حيث ضغط أحدهم على زر جرس الإنذار بدل زر الكهرباء، رحبتُ بالجارات وسألتني إحداهن : كيف شايف الأُمور هذه الأيام. وقبل أن أُجيب نبهتني زوجتي الا أُسهب بالحديث لأن «جوز الست» مدعوم وهوّ محسوب على «جماعة فلان»، والحرص واجب.
دعتني فنانة الى» كوفي شوب» لتناول»كابتشينو». وخلال الجلسة جاءها اتصال من صديقتها الفنانة الفلانية. وقالت إنها قادمة لكي تنضم إلينا. فلم أُمانع ولكن قبل مجيئها حذرتني صديقتي الفنانة الا أتعرض لشخص معين، فالسيدة القادمة «محسوبة عليه» و»هيّ من جماعته».
وفي اليوم التالي، قمتُ أحلق ذقني. وأخذتُ أتأمل وجهي وملامحي قبل وبعد الحلاقة ومن كل الزوايا. وصرتُ أتساءل : أنا من جماعة مين. طيب «مين من جماعتي»؟.
والاّ انا "ابن البطة السودا"؟