حينما يخضع أداء شخص في موقع المسؤولية او مؤسسة او حكومة للتقييم وإصدار الحكم ينبغي أن يكون التقييم موضوعيا مجردا من هوى النفس والحب والكره المبنى على اسباب خارجة عن دائرة الأداء والانجاز. وان لا يكون هناك مجالا للشخصنة والعبث بالحقائق المجردة والتلاعب بالألفاظ سلبا وايجابا والابتعاد عن الهمز واللمز واساءة السمعة دون ضوابط محددة ومعايير موضوعية.
ينبغي أن ينظر إلى الأداء بعينه بغض النظر عن الشخص ولونه واصله وفصله والجهة التي أتى منها وفق معايير ومقاييس مجردة من جميع النزعات والنزوات والهفوات ليكون الحكم معبرا عن الواقع ومنصفا ومقبولا.
كثير من الذين يطلقون احكامهم تكون مزيفة ومجملة للشخص او المؤسسة ومليئة بالاطراء وكيل المديح واتخاذ سلاح الدفاع والحماية منهجا في التقييم بعيدا عن الحقيقة لان المقيم مأجورا او موعودا ومتزلفا ومنافقا ولا يبحث عن الحقيقة وإنما همه كيل المديح والاسترسال في الإطراء وتجميل الصورة دون ورع او حسبة للنتائج.
او انهم يمعنون في الذم والتقريض والقدح لكراهة شخصية ليس لها علاقة او ارتباط بالواقع الموضوعي. ومن المؤسف حقا ان ترى علماء ومشايخ يقدحون بعضهم ويشتمون اقرانهم ويطلقون الأحكام جزافا دون ورع كنوع من الحسد والغيرة المذمومة.
نعيش أياما عصيبة يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويتحدث فيها الرويبضة.