تمتين الأخوّة عبر الفنّ والثقافة
الاب رفعت بدر
06-02-2022 11:54 PM
بمبادرة من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بالتعاون مع كاريتاس الأردن، وبحضور عدد من السفراء والنواب ورجال الدين الاسلامي والمسيحي، ومدراء المؤسسات الفكرية والثقافية والانسانية، عقدت ندوة هامّة في أسبوع الوئام بين الأديان (الاسبوع الاول من شباط)، وفي يوم الأخوة الانسانية (4 شباط) وكلاهما مصادق عليه من قبل الأمم المتحدة: أسبوع الوئام، بمبادرة أردنية منذ عام 2010، ويوم الأخوّة، بمبادرة سعودية واماراتية وبحرينية ومصرية، منذ عام 2020، وهذه السنة، وفي الذكرى الثالثة لوثيقة الأخوّة الإنسانية التي وقعها في أبو ظبي كل من البابا فرنسيس، وشيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب، تم افتتاح سفارة للفاتيكان في ابو ظبي.
عقدت هذه الندوة في عاصمتنا الحبيبة عمّان، تحت عنوان: «تمتين الأخوّة عبر الفن والثقافة». فالبشر وقد خلقوا متساوين، يستطيعون أن ينمّوا الأخوّة ويسقوا شجرتها عبر مبادرات راقية، تستخدم الفن والثقافة بأشكالها المتعددة لخدمة الوئام والأخوّة، وتمتين غرس الصداقة بين البشر المتساوين في الكرامة الانسانية، وفي العبادة لله الواحد الخالق والمحب للجميع دون استثناء. وقد تم في الكلمات اقتباس كلمات وثيقة الاخوّة الانسانية: «ونتوجّه للمُفكّرين والفلاسفة ورجال الدّين والفنّانينَ والإعلاميّين والمُبدعينَ في كلِّ مكانٍ ليُعِيدوا اكتشافَ قيمِ السّلامِ والعدلِ والخيرِ والجَمالِ والأُخُوَّةِ الإنسانيّةِ والعَيشِ المُشتَرَكِ، وليُؤكِّدوا أهميّتها كطَوْقِ نجاةٍ للجميع، وليَسعَوْا في نَشرِ هذه القِيمِ بينَ الناسِ في كلِّ مكان». فالفن والثقافة والموسيقى والرياضة، من شأنها توحيد العالم، وتعزيز قيم الاخاء والتعاون والشراكات والنظر الى الاخر كشريك واخ ورفيق درب وليس عدوا او خصما لدودا.
وفيما ندعو العلي القدير، أن يمّن بالشفاء على جميع المصابين بداء كورونا الذي وحّد البشر على الألم وسيوحدهم على الأمل بأن تعود الحياة إلى الحياة، وأن يكون هنالك مساواة بإيصال اللقاحات والأدوية إلى جميع الناس بالتساوي. فانّ البشرية قادرة على أن تتوحد وتتآخى بقيم الجمال والطيبة والخير، من خلال الاعمال الفنية والثقافية المشتركة. وانّ المركز الكاثوليكي وكاريتاس الأردن، وفيما يستمران عبر الشراكة الدائمة، في وسائل الاعلام والفن والثقافة والعمل الانساني، ليشجعا كل مبادرة من شأنها تقريب الناس ومضاعفة التفاهم والتعاون والأخوّة في خدمة الانسان والانسانية.
بقي القول، إننا نحتفل كل عام باسبوع الوئام بين الاديان، وبيوم الاخوّة الانسانية، لكنّنا ندعو الى توحيد الجهود الاحتفالية، بان يكون هنالك موضوع سنوي، يتم الاتفاق عليه، مثلما عمل المركز الكاثوليكي واعطى لهذا العام عنوانا هو: «تمتين الاخوّة عبر الفن والثقافة »، وبستطاعة ذلك أن يكون فاتحة خير للسنوات المقبلة، بتبني جميع الجهات التي تحتفل بهذا الموسم الوئامي، بان يكون موضوعا محددا لكل سنة. مع خالص الود وعواطف الاخوّة الانسانية.
(الرأي)