أعلى معدلات للعنف ضد النساء توجد في الغرب
11-01-2007 02:00 AM
عمون - عن شبكة الاسلام اليوم- دعا الدكتور عبد الحميد أبو سليمان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن إلى ضرورة التصدي للهجمة الغربية الشرسة على نظام الأسرة في المجتمعات الإسلامية، ومحاولة الغرب فرض رؤيته للعلاقة بين الرجل والمرأة.. تلك الرؤية التي تنطلق من نظرة ترى أن الرجل والمرأة متماثلان تمام التماثل، ولا يعترف حتى بالفروق النفسية والبيولوجية، وترتكز على مفهوم للحرية المطلقة المنفلتة من أي قيود دينية أو خلقية.
وشدد في مقابلة صحفية مع شبكة (الإسلام اليوم) أجراها الزميل "علي عليوة" على أهمية طرح رؤية بديلة تجسد المنظور الإسلامي للعلاقة بين الرجل والمرأة التي تقوم على التكامل وليس التماثل؛ لننقذ بها أنفسنا والآخرين بعد أن جلب المفهوم الغربي لتحرير المرأة المزيد من الظلم والمعاناة للمرأة الغربية، وأدى إلى تفكك مؤسسة الأسرة؛ مما يُعدّ مؤشرًا على قرب انهيار الغرب ذاته.
وقال الدكتور أبو سليمان عن دور المعهد العالمي للفكر الإسلامي بأن مهمتهم هي" كيفية استعادة الرؤية الحضارية الإسلامية، ونعي طبيعة المنظومة الخاصة بتلك الرؤية ونفهم منظومة الطرف الآخر ويكون بيننا وبينه حوار وتلاقح إيجابي يفيدنا ويفيدهم، ومن هنا يأتي مفهوم إسلامية المعرفة ليس كما يروّج أعداء هذا المفهوم بأنه سيكون هناك حساب إسلامي أو كيمياء إسلامية وكيمياء أخرى مسيحية؛ فإسلامية المعرفة تعني السعي للتوصل إلى الحقائق في إطار المنظومة والنسق الخاص بكل حضارة"
وحول الاهتمام الخاص الذي يوليه المعهد بالقضايا المتعلقة بالمرأة والأسرة في خططه البحثية ودراساته، قال" نحن مهتمون بقضايا المرأة والأسرة؛ لأنهما المدخل الذي يدخل منه أعداء الإسلام في محاولتهم تشويه الإسلام عقيدة وشريعة، ودفع المرأة المسلمة للتمرد على دينها ومجتمعها، إلى جانب أن القضية الوجدانية وعلاقتها بالإرادة الإنسانية وتعديل السلوك البشري واكتساب القيم لها علاقة مباشرة بالناحية التربوية التي هي الدور المحوري للأسرة.
وبين أبو سليمان أن نظام الأسرة في المجتمعات الإسلامية يواجه حاليًا نوعين من التحدي:
أولهما: كيفية إحداث النقلة للأحكام والمقاصد الشرعية المتعلقة بالأسرة التي وجدت في الأزمنة السابقة إلى العصر الحالي الذي لا شك أنه يختلف تمامًا عن تلك الأزمنة، وتتلخص تلك المقاصد في قاعدة أوجزها القرآن الكريم في (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) [سورة البقرة: من الآية 229]، وما خالف العشرة الحسنة أو التفريق الذي لا يحفظ حقوق كل من الطرفين فليس من مقاصد الشريعة، ومن هنا فان إحداث النقلة المطلوبة للتطبيقات التاريخية إلى تطبيقات معاصرة هو التحدي الأول .
أما التحدي الثاني فيتمثل في الهجمة الغربية الشرسة على نظام الأسرة في المجتمعات الإسلامية ومحاولته فرض رؤيته للعلاقة بين الرجل والمرأة، تلك الرؤية التي تنطلق من نظرة ترى أن الرجل والمرأة متماثلان تمام التماثل.. ولا يعترف حتى بالفروق النفسية والبيولوجية، وهذا ضد الواقع والطبيعة، لذلك فالمرأة هناك صارت تعاني من الظلم الناجم عن تحميلها أعباء العمل المنزلي إلى جانب العمل خارج البيت، والحرية المطلقة المنفلتة من أي قيود دينية أو خلقية.
وهذا الوضع أدى إلى حدوث تشققات كبيرة في مؤسسة الأسرة في الغرب، ومن مظاهر ذلك بروز ظاهرة الأطفال الذين يولدون سفاحًا، والأطفال اليتامى الذين يعيشون مع أمهاتهم بسبب انفصال الآباء عن هؤلاء الأمهات، وتزايد معدلات الطلاق والعنف الأسري والعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج.
وعن المحاولات التي تبذل محاولة لضرب مفهوم "قوامة الرجل" داخل الأسرة بزعم أن تلك القوامة هي نوع من الاستعباد للمرأة، أوضح أبو سليمان أن هذا الفهم الخاطئ للقوامة يرجع إلى تبني المنظور الغربي للأسرة والعلاقة بين الرجل والمرأة والنظرة إليهما على أنهما كائنان متماثلان وليسا متكاملين، ولو أنهم انطلقوا من منطلق التكامل لأدركوا أن مؤسسة الأسرة بطبيعتها تختلف عن بقية المؤسسات الاجتماعية؛ فعلى سبيل المثال هم يريدون من الرجل أن يعمل وينفق على أولاده وزوجته ويوفر لهما أكبر قدر من الإمكانيات، وليس له حقوق على أسرته ولا يثق في انتماء الأسرة إليه.. فلماذا يبقى؟ لذلك هو يترك البيت، وتُفاجَأ المرأة الغربية في الصباح بأن الزوج قد ترك البيت، واختفي مع امرأة أخرى، ونفس الشيء ينطبق كذلك على المرأة.
أما الأسرة في الإسلام فللرجل مكانته وللمرأة مكانتها، وأي مؤسسة لابد لها من رئيس واحد؛ لأن تعدد الرئاسات يجعل الأمور فوضى، لذلك أُعطيت الرئاسة للرجل في حدود الضوابط الإسلامية، وهي (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) [سورة الشورى: من الآية 38]، فلا تسلُّط ولا استبداد ولا تعسف؛ لأن الرجل بطبيعته له قدرات يتميز بها عن المرأة تؤهله لهذه القوامة، منها القوة البدنية التي تمنحه القدرة على العمل والكدح والحماية، والعقلانية في اتخاذ القرارات، على العكس من المرأة التي يغلب عليها العاطفة والانفعال، وتأتيها الدورة الشهرية فتجعلها شبه مريضة أياماً عديدة كل شهر.
وأوضح أبو سليمان أن إخفاقنا في توضيح المعنى الصحيح للقوامة للآخرين أعطى الغربيين الفرصة لمهاجمة وتشويه تلك القوامة التي تعني القيام على الشيء بما يصلحه، وهي تلقي بمسؤوليات كبيرة على كاهل الرجل؛ من حيث الإنفاق ورعاية شؤون الأسرة والسهر على حمايتها، وكما يُقال في الأمثال المصرية: "هو في الليل خفير وفي النهار أجير" .. أي أن القوامة تلقي على الرجل المزيد من المسؤوليات والأعباء والتكاليف، وهي لمصلحة المرأة والأبناء، ولصالح الأسرة.. وهل يضر المرأة أن يكون هناك من يسهر على رعايتها، ويحقق لها مصالحها هي وأولادها؟
وحول رؤية العلمانيين لحركة تحرير المرأة في الغرب على أنها جعلت أوضاع المرأة الغربية أفضل حالاً من المرأة العربية والمسلمة، يوضح أبو سليمان أن "هذه المقولة غير صحيحة تمامًا، ومما يؤكد ذلك تلك الدراسة التي قامت بها إحدى الباحثات في حقوق المرأة، وهي سمر الزين، التي أكدت فيها من واقع المصادر الغربية بؤس أحوال المرأة الغربية؛ فعلى سبيل المثال تشير الدراسة إلى أن الشرطة الفيدرالية الأمريكية أصدرت تقارير عن العنف ضد المرأة الأمريكية تشير إلى أن 79% من الرجال في أمريكا يضربون زوجاتهم ضربًا يؤدي إلى عاهة، وأن 17% منهن تستدعي حالاتهن العناية المركزة، وهناك زوجة يضربها زوجها كل (18) ثانية في أمريكا، إلى جانب ذلك فإنه يتم اغتصاب (1900) فتاة يوميًا في أمريكا!"