نستطيع طي صفحة حادثة الطفل المغربي بالقول: إنها إرادة الله، وبذل القوم جهدهم وكفى. لقد فتحت علينا هذه الحادثة دمامل وجروحا غائرة موجعة بالرغم من موت أطفالنا يوميا في العديد من مناطق العالم بدءا من أطفال الثلوج في الشمال السوري ورجوعا إلى الشهيد محمد الدرة إلى الأطفال التشاديين الذين اختطفتهم عصابات فرنسية تدخل لصالحها ساركوزي المدان بالفساد.
كل يوم تقتل الطفولة بيد عدونا وبيدنا نحن. هل هناك جهة ترعى الأطفال؟ أين هم من سائق الباص الذي ينقل أطفال المدارس جهارا نهارا وهو ينفث دخانه في وجوه أحباب الله؟ فلا يوقفه رقيب سير ولا تخالفه كاميرا كما يتم ذلك مع من يتحدث بالهاتف وهو يقود سيارته!!
أين نحن من الشاحنة والحافلة والكونتنتال التي ينفث عادمها غاز الكربون السام فيستنشقه الأطفال والكبار.
الطفولة عند الحكومات مجرد أعداد يمكن إنجاب غيرها بسهولة، بل ربما قناعتهم أن العدد السكاني يحتاج إلى تنقيب وتقليل وأتذكر ما قاله أحد الفراعنة: من أين أطعمكم؟ ونسي فرعون أن الله هو المطعم الرزاق الذي يلجأ إليه عند حلول المصائب!! وأنه اشغله الإداري لم يستطع الاستفادة من العدد السكاني كما تفعل الصين اقوى اقتصاد في العالم.
حادثة ريان كشفت عورة الإدارة وعورة التكنولوجيا وعورة التخطيط وعورة الصرف المالي وعورة استخدام الدين لتبرير التقصير عبر مرتزقة الدين المتاجرين به الذين يبيعونه صباح مساء.
قصة ريان أحزنتنا وخلعت قلوبنا ولكن كم ريان لم ننتبه له؟! أنسيتم محمد الدرة؟ أنسيتم الطفل السوري الذي غرق وألقته الأمواج على الشاطئ.
منذ أن أعلنوا أن ريان قد مات وخلاياي تتألم لهذا الطير الذي ذهب إلى ربه يشكو له الظلم والتقصير ليكون شاهدا عند الله على ما جرى والتحدث باسم كل طفل ارتاح من هذه الحياة البائسة التي افتقدنا فيها العزة والكرامة والعدل والإخلاص والإدارة ولم نعد "خير أمة" بل أتعس أمة حيث تفوقت علينا أمم احترمت عقولها وأخلصت إدارتها وقادها أمناء.