نجح الطفل ريان الذي لم يتجاوز الخمسة اعوام من توحيد الامة عندما وحد قلوب مجتمعاتها بقلب واحد ينبض بإسمه وغدت متابعة اخبار ريان تطغى على كل الاخبار في الوطن العربي فيما اصبح ريان يشكل الخبر الاول الذي يتصدر اسمه قنوات الاعلام العربية وهذا انما يدل على اصالة هذه الامة وعلى سلامة منطلقاتها واهمية عناوينها الاجتماعية في توحيد الصف وتدوير الزوايا الحادة التي غالبا ما تفرزها تضارب المصالح تباين وجهات النظر حيال القضايا السياسية.

لكن طبيعة التكوين الاجتماعي اثبت قدرتها وواقع تفوقها على كل هذه الحسابات عندما اكدت حادثة ريان ان هذه الامة هي امة واحدة وان اختلفت برواسي حدودها او تغيرت مناخات تاثيرها بتغير انماط القائمين على صياغة قوانينها لكن الجينات الطبيعية لهذه الامة والقيم الاجتماعية كونتها الثقافة العربية والحضارة الاسلامية برهنت قدرتها على السمو عندما طغت بقيمها على كل التأثيرات والحسابات وانحازت بتوجهاتها الاجتماعية للطبيعة الانسانية وللقيم الوجدانية في احياز اسمى فوق كل الحسابات التي تفرضها معادلات الهويات الفرعية 

وهذا ما يؤكد ان العمل الاجتماعي هو الوسيلة الافضل لتحقيق الروافع العربية لمكانتها وعودة تليد مجدها الى حاضرها وان العمل الاجتماعي المشترك وهو المسار الافضل للعمل وهو ايضا الوسيلة الانسب لتحقيق روافع التنموية وحالة التوافق المنشودة بين المجتمعات العربية وهو افضل من تلك المسارات التى ما زالت الامة تحاول الوصول عبرها لحالة التضامن المنشودة عبر مسارات سياسية او اقتصادية او قنوات دبلوماسية فان حالة التضامن هي حالة شعبية افقية وليست نتيجة معادلة رأسية تأتي وفق معادلة اسقاطات تقريرية وهذا ما يجب ان يكون موجود في حاضرة بين القرار العربي وهي تجتمع في الجزائر على مستوى القمة العربية.

فان العمل الاجتماعي لقادر اذا ما احسن استثماره عبر برنامج عام لتحقيق الاهداف المرحلية التي على الاهتمام بمشتملات البنية الفوقية اوللغايات الاستراتيجية التي يسعى اليها عبر برنامجه العام الذي كان قد داب الاتحاد العربي للتضامن الاجتماعي للقيام به وتاصيل محتواه لتحقيق اهداف التعاون المشترك والعمل البناء وهذا ما يحاول الاتحاد العربي للتضامن الاجتماعي تسليط الضوء على برنامجه عبر تأصيل محتواه من خلال برنامج عمل كان قد انطلق من الكويت بعناية خاصة واستقبل برنامجه في الاردن بالحظوة الملائمة كما يقوم على تصميم برنامجه اصحاب اختصاص من مصر وموريتاتيا وعمان والسعودية من اجل اعداد الخطط التنفيذية اللازمة بما جعله قادر لتجفيف جيوب التطرف وايجاد مساحات عمل وتهيئة ظروف معيشية افضل لحياة المواطن العربي.

حيث يقوم برنامج العمل هذا للاهتمام بالبنية الفوقية كما تهتم الدول بالبنية التحية. وهو البرنامج الذي يامل الاتحاد العربي للتضامن الاجتماعي ان يحظى باهتمام من قبل القمة العربية القادمة التي ستعقد بالجزائر والتي كما نرجوا لها التوفيق نتمنى عليها من  الاهتمام في البرنامج الاجتماعي عبر تشكيل وحدة اجتماعية منبثقة عن جامعة الدول العربية تعنى باغراضه بما يسهم باعادة الامة الى مكانة مجدتها بما يمكنها من تشكيل رافعة قويمة تقوم على خدمة الامة وتعظيم رواسيها فان الامة باتت بحاجة الى مسارات تعظم من اوتاد حضورها في المستقبل المنظور وسيبقى ريان يشكل حادثة بيان يمكن استثمارها لاطلاق منطلق تحقق فيه الامة درجات المنعة عبر حواضنها الاجتماعية.

* نائب رئيس الاتحاد العربي للتضامن الاجتماعي