ولد الإنسان وهو يحمل معه مجموعة من السمات الخلقية تتلاقى وتتجاذب في بعضها وتتنافر وتختلف في بعضها الاخر ارتفاعا وهبوطا وفقا لمتطلبات الموقف وحيثياته ونتائجه المتوقعة او الموهومة.
الخوف والشجاعة والتوجس والريبة والشك والجرأة والاقدام والمجازفة والاقبال والنفور بعض هذه السمات التي يحملها الإنسان في وجدانه ربين ثنايا اضلعه تشتد احيانا وتختفي احيانا أخرى وتتحور وتتغير وفقا لمعطيات الأحداث والتنبؤات.
وهناك مفتاح او مفاتيح في شخصية الإنسان يستعملها بحكمة وحنكة احيانا وغباء وتوجس احيانا أخرى بحيث لا يرى المراقب سببا وجيها او مقنعا لموقف لو اخذ عكسه.
الخوف قد يكون مقبولا احيانا اذا وجدت مبرراته وتحددت أسبابه وظهرت ملامح نتائجه ولا يكون مقبولا عندما لا يكون هناك سبب موضوعي له وإنما مجرد وهم او توجس او قناعة في غير مكانها.
يمارس الكذب على نطاق واسع كنوع من الخداع ولتمرير مصالح واجندة الكاذب دون صراحة او مكاشفة او خوف من نتائج وهمية مدعاة قد تفضي إلى تحولات ومفاهيم لا يرغبها الكاذب.
ممارسة الكذب والغش والخداع والمكر والتدليس والضحك على الذقون بأسلوب هزيل ومكشوف بحجة الخوف على المصلحة العامة َدرءا لأى خطر موهوم امر ترفضه الفطرة السليمة ويرفضه العقل الواعي وترفضه النفوس الأبية المحترمة.
الادعاء بالحرص على المصلحة العامة واقناع الناس بموقف اخذ في الظلام بحجة الخوف من المجهول هو افتراء واستخفاف بعقول الاخرين. الصدق والمصارحة والمكاشفة اجدى وادوم من التضليل والتمويه فالحقيقة ليست حكرا على احد.