لم تستطع الست أن تفهم على قطع ذيل السمكة ورأسها وتلقي بها للقطة قبل أن تقلي السمكة، فاتصلت بأمها مها وسألتها عن السبب، فقال لها أنها لا تعرف وأنها ورثت هذه العادة من أمها، ولغايات إستكمال الحكاية، اتصلت الست بجدتها، وسألتها عن سبب قطع رأس السمكة وذيلها قبل القلي فقالت لحفيدتها:
- كل ما في الأمر أن مقلاتي كانت صغيرة، ولا تتسع للسمكة كاملة!!
قال المرحوم توماس أديسون: (أنا لم أفشل عشرة الاف مرة، بل أني أكتشفت عشرة الاف طريقة لا يمكن إشعال المصباح الكهربائي بواسطتها)، وبالمناسبة توماس اديسون عالم كبير اكتشف المصباح الكهربائي، بعد أن قام بأكثر من عشرة الاف تجربة فاشلة حتى اهتدى إلى الطريقة السليمة التي ما تزال قائمة حتى ساعة إعداد هذا البيان.
بالمناسبة، فإن أديسون، كان زميلا، أقصد أنه كان بائع جرائد.وقد صدف أن شاهد طفلا مثله يكاد يتعرض للدهس من القطار القادم، فقام بدفعه عن السكة، فأخبر الصبي والده عن ذلك الصبي بائع الجرائد الذي أنقذه، فتعرف عليه الوالد وقام بتشغيله في معمله لقص الحديد، وسلمه إحدى الات القص.
كان اديسون طفلا لا يحتمل هذا العمل المرهق ، فقام بقص قطعه حديد رفيعة ثم لفّها على شكل زنبرك وربط في رأسها مسمار يعيق حركتها ووضع المسمار على قطعة حديد، فكانت تصدر صوتا مثل صوت قص الحديد بينما هو نائم. لكن الحديد صار يتراكم عند الطفل أديسون فتم طرده من المصنع وخرج بسواد الوجه. لكن هذا الزنبزك كان أساس اختراعه لجهاز الأسطوانات (الجرامافون) أول آلة تسجيل واستماع عرفتها البشرية.
لا اعرف لماذا انجرّ قلمي للحديث عن أديسون ونسيت موضوع المقال، وهو مقولة الزميل (بصفتي بائع جرائد مثله في مرحلة الطفولة لكني لم أنقذ أحدا) أديسون الأولى، حيث كان يقع في الأخطاء بشكل ممنهج، حتى يصل إلى الحلول الصحيحة.
المشكلة إننا نقع في الأخطاء ملايين المرات دون أن نصل إلى الحل، مع أننا نعبتر أنفسنا من المؤمنين الذين لا يلدغون من ذات الجحر مرتين، وهذا صحيح نسبيا، لأننا لا نلدغ مرتين ولا ثلاثا فحسب، بل ملايين المرات، دون أن نستفيد من الخطأ قط، لابل ندمن عليه.
أما بالنسبة للسمكة ورأسها... فقد كانت من أجل فتح الخرّاف.
وتلولحي يا دالية
الدستور