حين تكون فائراً متفوِّراً ومتراهناً على سطوة اللكنات التي تأتيك مع كل فجاجات الأقوام الذين يسكنونك؛ تدرك وقتها أن الزمن المبعوج على جبينك ليس إلا ضيفاً ثقيل المراد سيرحل وعلى كلّ حوافّه رادعاتٍ قاسياتٍ يتبجحن مع أشجارك المسروقة وعلى بُعد أمتار منك..!
ليس من الشهامة أن تتشافع قبل أن تتدافع وقبل أن تُجرِّد أوهامك من صنائع انتكاساتك العالقة بأثوابك البالية وأنت تتحزّر بما في جيوبك وكأنها حرزك ورصيدك عند المغامرات القاتلة؛ وأنت تعلم أن أقصى نباح لمن يريدون الإطاحة بانتفاخاتك هي لهاثات مرويّة من غباءات الجارّ والمجرور ولا دخل للانقسامات المتحالفة على الانشطارات بأية احتباسات أو حصارات قادمة نحوك.. أنت تعلم ذاك وأكثر لأنك المتراشق بين المكانات التي لا تسكن إلاّ متحوّلاتك المرهوصة وعظامها بلا لحم يقي من مصائر محتومة..!
بعد هذا الكلام المبين والذي لا يقبل التأويل وهو ليس حمّال أوجه بل هو وجه واحد لا يختلف عليه.
أقول وأنا مرتاح القلب والضمير: يلعن عرض اللغة حينما لا تكن بحجم النهضة والثورة والمقاومة.. أما الثرثرة فإن القطط التي في بيتي تتقنها أكثر من كلّ بلاغاتكم وأمراض أفواهكم التي جعلتنا لا نعرف ما تقولون..!
الدستور