استطاع طفل يبلغ الخامسة من العمر بجمع شعورنا ولملمة بواقي احساسنا، استطاع أن يشدّ بمعاناته وصموده ضميرنا خصوصا نحن العرب، فالعربي المتخاصم مع اخيه العربي وضع جانبا هذا الخصام التافه و سافر بإحساسه نحو هذا الطفل..
كم من ريان في شوارعنا العربية يجول باحثا عن لقمة العيش ، كم من ريان يلتحف الشوارع ليلاً ، كم من ريان يتجمّد في الخيام شتاءً ...
ريان حرّر شعورنا و ضميرنا و أدركنا من خلال هذا الحدث بأنّ الانسانية هي الحل ، الانسانية التي تُحتّم على البشر ادراك معانيها السامية ، أن يتحلّى المسؤول بها فيرتقي بمن هم في عُهدتهِ، أن يعي صاحب السلطة تفاصيلها التي ما إن تطبّق بالشكل الامثل حتى تسود النهضة ويتسيّد العدل ويسمو ...
ريان يجب أن يثبت لنا بأن الخطط العلاجية دائما مُرهقة و بأنّ الوقاية خير من الترقيع ، فماذا لو مشى ريان على غطاء بئر طبيعي؟! ألم يكن الآن وسط أهله و ناسه و في حضن أمّه بنعم بالدفء و الأمان؟
هل من الضروري في عالمنا العربي أن تقع المصيبة حتى نتحرّك و نحرّك ضمائرنا؟ لماذا لا نفعّل قدراتنا قبل المصائب ، لماذا تحرّكاتنا دائما تعمل بالفزعة لنطبّل و نهلّل للنصر بعدها؟
في النهاية نتمنّى لريان السلامة وأن يعود لحياته الطبيعية بصحة جيّدة و للمغرب بلاده كل الخير.