الحق بكل اصنافه وأشكاله وأنواعه ينبغي أن يقدم في وقته دون تأخير او إهمال او عدم اكتراث او تأجيل فهو حق مستحق في حينه دون مواربة او تضليل او خداع.
الحق قد يكون دينا لفاعل خير سد عوز احد الأشخاص مقابل وعد بالسداد بعد شهر أو شهرين أو نحوهما بناء على ثقة بالمدين ورغبة في سد حاجته الملحة بناء على طلب والحاح ووعد بالمصداقية في الوفاء بهذا الالتزام ولكنك تجد هذا المدين ادان ظهره للدائن وخرق المواعيد ولم يف بالتزامه وان طلبته غضب وكشر عن انيابه وكأنك تأمره بمعصية او فسق او فساد إلى أن يصل الأمر إلى حد القطيعة والعداوة والمقاضاة في المحاكم.
وقد يكون الحق إعارة لاداة او مجموعة كتب او جهاز او نحو ذلك ثم لا تجد اذنا صاغية لاعادة المستعار ويمض زمن وزمن وتذهب المطالبة ادراج الرياح.
وقد يكون الحق في منزل تم تأجيره مع تقديم التسهيلات للمستأجر ولكن الاخير يستنكف عن دفع الأجرة بحجج واهية ومواعيد باطلة وينتهي الأمر إلى الشكاوى وربما ضياع حق المؤجر وما ترتب عليه من معاناة والتزامات.
وربما يكون الحق لك عند سلطة تحقق لك بذمتها اموالا ينبغي استردادها في تاريخ معين وتشغلك بالمراجعات والمطالبات وتفسد عليك وقتك والتزاماتك وجهودك.
التنكر للحق رذيلة ومن سوء الصفات وشؤم السمات ومساوىء الاخلاق ولو ادرك المدين شعوره تجاه نفسه لما تعرض لمثل هذا الموقف ولما وقع في المحذور ولما تمتع بهذه البلادة والتجبر وصرف النظر عن أداء المستحق.
قد لا يكون الوقت المتاح لاداء الحقوق طويلا وقد ينفد الزمن بالموت الذي لا يحابي أحدا ولكن بعضهم لا يأخذ العبرة من الواقع ويعتقد انه مخلد وان الذي اصاب غيره لا يصيبه وهذه مصيبة كبرى حينما يتبلد الاحساس وتقسو القلوب وتتجلد أمام واقع لا بد منه.