أين تكمن الطاقة الإيجابية؟
د. عائشة الخواجا الرازم
05-02-2022 12:13 AM
إني أرى أنه في نبض القلب تكمن الطاقة الموجبة القطب ، وفي جواب للروح الشفافة المحلقة تلك التي قال الله سبحانه عنها ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ...ولذلك ترتبط الروح المحلقة فوق الطبقات الدنيا بالمضغة النابضة بالحياة رافعة قلب المرء إلى أعلى متوافقاً بالبهجة المحلقة الممزوجة بالإيجاب ، فلذلك حينما نقول فلان محلق ( فإنما نعبر بذلك عن ارتفاع وليس هبوط ) وحينما نقول فلان معنوياته عالية ، وفلان معنوياته في الحضيض ، فإنما بالضبط يعبر هذا النص عن حالة السالب والموجب لا محالة !!! فلا سالب إلا ليسلب ولا موجب إلا ليمنح !
أما مفردة الطاقة والتي يلفظها الناس كأنها كلمة عادية تقال على رأس اللسان ، ويلفظها الإنسان تعبيراً عن وعي وثقافة بمعنى التفاؤل والعمل وإلخ ، فإنما هي بركان ساخن محرك لدفع الكرة الأرضية للدوران والحركة الدؤوبة بلا توقف أو كسل ولو لثانية ، وفي رأي أن لكل مخلوق في الكون بركان من حرارة ... وما قلب المرء إلا ذلك البركان الذي لا يتوقف طالما الروح توأم للقلب تتواءم مع حرارته وتتأخى بسخونة الطاقة !!!
أما حكاية الإيجابية ... فلا إيجابية بدون سالب ولا سالب بدون موجب ، وإلا فانعدام الأسود يؤدي لانعدام وإهلاك الأبيض ، والأبيض هو النور والأسود هو الحالك ومنه الظلام ( وكثير من المخلوقات البشرية ينتهج نهج السالب ) تماماً كما ينهج بعض الخلق نهج الإيجاب ، فلو تركنا للموجب تهميش السالب وتركه على عوانه لما استفاد الكون من وجود السالب ، ولذلك لن يحقق الموجب هدف خلقه وتتساوى الحالة الإنهاك والجمود ويعم الركود والبرود الشاسع ويموت الكون !!!
وأرى أن الإيجابية لا تسكن في العقل كمنشأ ومصدر وموئل ومولد ، وأراها كما يرى المتأمل لشعاع الفجر المتشقق من كبد الإنسان كما يتشقق من كبد السماء ، بأنها تومض بذراتها وإلكتروناتها بتموجات لولبية جميلة ملونة يحركها نور الدم القاني الفوار بمقدار، حيث لا تتكاسل المضغة في الصدر عن ضخه بميزان ، وأرى ايضاً أن رفيق القلب هي الروح التي تشف عنها غلالة صافية براقة تحميها لترتبط بوجه القلب بغلاف لا يتمزق ولا يبرز محضونة عارياً تسيل منه أنهار الدماء !!!
فالروح التي تتصادق مع الفؤاد في الصدر ، هي التي نقول عنها : روح رياضية أو روح إيجابية ... او روح خفيفة ويصل بنا التعبير لنقول دمه خفيف !!! تعبيراً عن ثقل يتكون بين القلب والروح فينتج عنه ثقل المفاعل الالمنتج عند المرء ، وهنا ورطة السلب التي نقول عنها طاقة سالبة !
بينما لو أدركنا أن الطاقة لا يمكن أن نطلق على اي جزء منها صفة سالب ... فالطاقة كلها مملوءة بالإيجاب ولا طاقة في السالب ولا سالب فيه طاقة ... إلا حينما يتجاذبان فيستفيد السالب من الموجب !!! وهكذا فللموجب واجبات العطاء والحرارة ... والإشعاع .. وواجبات الإنطلاق بغض البصر والنظر عما يفعله السالب به من التهام واستفادة ووجود .
فمثلاً ... نرى الظلام بينما نحن لا نراه ولكن نحسه حتى لو كانت أعيننا مفتوحة فلا مشهد يتضح سوى الظلمة ، ولكن في الصدر بصيرة تعرف أن الظلام محسوس ومرئي ، فهل هو طاقة؟؟؟ وأين الطاقة في الظلام ؟؟؟ ولو وضعنا شمعة فجأة لانقشع الظلام وتلك هي الطاقة.
(الدستور)