facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المواطن والسياسات الكبيرة


علي الزعتري
04-02-2022 11:19 AM

إن نقطة الالتقاء بين المواطن و السياسات الكبيرة لوطنه هي عند ممثليه الذين شارك بانتخابهم بممارسةٍ ديموقراطيةٍ. أيَّاً كانت درجة التمثيل فهي التي يُثني عليها أو يُحاسبها المواطن بالانتخابات القادمة أو بالإعلام و إبداء الرأي الحر أو باللجوء للاعتصام و التظاهر و الإضراب. و قد تجنح للعنف كذلك. المهم أن المواطن يضع ثقته بحزبٍ أو سياسي منفرد ليمثله و هو بذلك يعطيه تفويضاً للاطلاع على دقائق أمور ليست مُتاحةً للمواطن نفسه و لكنها ضروريةٌ للمسؤول المنتخب و المعين لإدارة شؤون الدولة. هذا تبسيطٌ للعلاقة التي تشوبها كثرة الاعتقاد بمعرفة المواطن ببواطن السياسات و القرارات التي تتخذها الحكومات استناداً على ما تعرفه الحكومة و يجهله المواطن. لا ينفي هذا مطلقاً حدس المواطن و استنتاجه الصحيح عن السياسات الضارة و لكنه لن يعلم حقيقةً لماذا صيغت لأن مكونات القرار غائبةٌ عنه لكنه يعيش أثرها و نتائجها. بهذا و مع التراكم ينزعُ للاعتراض و التشكيك بممثليه أو الحكومة و يطالب بتعديل مسارها أو رحيلها.

الأمثلةُ الأردنية كثيرة. من تسعير الوقود والطاقة للضرائب والجمارك والقطاع الصحي و التعليمي. و المثير فعلاً هو تنازع الرأي الإعلامي من الخبراء و من الممثلين المنتخبين و المسؤولين المعينين حول الظواهر والأسباب. لا يوجد بينهم تلاقٍ حولها يُقنعُ المواطن بحُسْنِ عملية أخذ القرار و عدالتها. بل أن الجدال يطال تفاصيل متضاربة و يصل بالمواطن لاستنتاجٍ يقترب من نظريةِ المؤامرة. يقع المواطن هنا رهيناً لما يسمع و يقرأ و ينتهي فعلاً و كما نرى بالابتعاد عن تصديق ممثليه المنتخبين و الحكومة و التمسك بالمؤامرة كسببٍ وحيد لسوء سياساتٍ من وجهة نظره. و تذوب ثقتهُ بمجلسه المنتخب والحكومة مع كل جدلٍ يقود لتصرفاتٍ غير مقبول مثل الشجار و تبادل السباب، أو الكشف و الحكم المحكمي على قضايا فساد. كما يعقد المواطن مقارناتٍ متعددةٍ و متشابكةٍ بين واقع حياتهِ و واقعٍ لبلدان أُخرى و يميلُ باستمرارٍ لنقدٍ لاذعٍ لبلده و للحضِّ على التخلِّي عنها.

هناك خندقٌ عظيمٌ بين المواطنِ و معرفتهِ و بين مؤسسة الدولة و معرفتها الأَدق. يعيش المواطن نتيجةَ قرارتٍ فيحكم عليها بالنتيجة و يجهلها بالتفصيل. و هذا تعبيرٌ لمأزقٍ تعيشهُ كل الدول و لا يقتصرُ على الأردن. كيف تُوصِلُ المجالس المنتخبة والحكومة مواطنيها لتبني سياساتها بمشاركتهم التي لا تقتصرُ على اجتماع مجلس نواب أو حكومة؟ بعض الممارسات المتبعة تتضمن لقاءاتٍ و حواراً مفتوحاً و مشاركةً جديةً بين المؤسسات المنتخبة و المعينة و المواطنين بأفرادهم أو أُطُرِهم مثل الاتحادات و النقابات. و بمثل هذه اللقاءات تتوسع المعرفة و قد يتقبل المواطن ما سيأتي من قرارات و سياسات. و حتى إن لم يتقبلها فعلى الأقل هو كان طرفاً بنقاشٍ قد يؤدي به لمعارضةٍ أكثرَ إيجابيةً من تبني نظرية المؤامرة.

أُقِرُّ أن الالتقاء بين المواطن و السياسات الكبيرة ليس سهلاً و أن المواطن سيستمرُ بالتشكك. و أَحسَبُ أنَّ المواطن يبني الشك على ظواهرَ الحياة اليومية. و لربما لو اتجهت السياسات والقرارات النيابية و الحكومية للمساس الإيجابي بتحسين الخدمات الأساسية للمواطن و بإشراكه بممارسة أخذ القرار و إن لم يكن القرار على كاملِ هواه لرأينا انحساراً بموجة التشكيك و نظريات المؤامرة المتداولة بكثرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :