همنا كلنا أكبر من حياتنا.. وأحياناً تشعر بأنك مهموم بلا سبب محدد لحظتها.. لأنك جُبلت على الهم.. وأكلت الهم ثلاثين مرة في اليوم..!!
حتى وأنت ترد السلام على أحد ما؛ لا تنسى لحظة أنك مهموم؛ لذا عليك أن ترد السلام بتحشرجات عالية الوتر في صوتك..!! يسألك من حولك: شو مالك ..؟ أنت بانتظار هذا السؤال دائماً.. لذا؛ فإنك تتهيّأ للإجابة وتقول: إييييييييييييه ولا اشي..؟ طريقة نطقك تقطّع القلب.. وتوحي بأن هناك (ألف إشي).. ومع ذلك؛ هو بالفعل ولا اشي.. لأنك مهموم جينيّاً ووراثياً.. الضحك لديك استثناء والله يستر من تاليه.. والسعادة الواضحة عيب بحقك.. والرجل الذي يحمل هموم أمّة لازم (يظل مكشّر ليوم الكشرة ولازم يظل ينفِّخ بالآآآآآآآآآآه والإيييييييييييييه) حتى يرسم وقار الضحيّة التي تستمتع بفعل الجلاد..!!
حين تمشي في الشارع ..أي شارع بالأردن ..كل الناس مستعجلة و مكشرة ..أليس كذلك ..؟ راقبتُ ذلك ؛ فوجدته حقيقيّاً ..الكشرة وراثة جينيّة ؛ لن أسأل عنها ..أمّا ليش مستعجلين مع أن أغلبهم بلا مواعيد ..؟؟!! وبعد تعب ؛ عرفتُ الجواب ..: نحن لاهثون بلا نتيجة ..نعشق اللهاث ..لأن اللهاث يشعرنا بأننا ( نسعى ) و نحاول أن نقنع أنفسنا أننا تعبنا من البحث عن الأفضل ..لذا ترانا مستعجلين لكي نلهث خلف السراب ..لأن الذي يمضي وراء موعده المحدد و خرج بالوقت المناسب يكون مشيه طبيعيّاً و غير مستعجل ..أمّا المستعجل دائماً فهو الذي لا يعرف أين يمضي ..!!
إذن : نحن أصحاب كشرة و مستعجلين ..حتى لا نرتاح ولا نصل ..بل كي نشعر أننا على قيد اللهاث ..!!
الدستور