يقول أحد الكتاب "للذين يُحِبُّونَك لا داعي لِلشَّرْحِ، للذين يكرهُونَك لا فائدة من اَلشَّرْح."
وأنا أقول البعض يجب أن نقول أو نكتب لهم الكلمات لنعبر عما بداخلنا، والبعض الكلمات تقف عاجزة عن التعبير، فالمشاعر الحقيقية تكفيها نظرة واحدة وابتسامة صادقة تشرح ما بداخلنا من شغف وشوق ومحبة صافية بيضاء من غير سوء.
دائما هناك روح واحدة تفهمنا دون حديث، وبنظرة عين واحدة تحتوي كل الحكايات التي تخصنا.
أمي من الصعب جدا أن أجد الكلمات التي يمكن أن تعبر لها عن مكانتها. أعشق جمال ابتسامتها ورقة وشفافية ونقاء روحها.
وجهها الجميل الطيب مرسوم في جدار الروح مهما فرقتنا المسافات، ومهما ابتعدنا نشعر بنبض قلبها.
كنت أجد سعادة لا توصف عند التصفح في صندوق الفرح الذي تحتفظ به في درج خزانتها، والذي به صور طفولتنا وأجمل اللحظات والذكريات.
أرى في الصور وجهها البهي وهي شابه يافعة وبمختلف مراحل عمرها فأشعر بالسعادة.
لم أتقن التعبير عما في داخلي أمامها، ولكن كان يكفي نظرة من عينيها ليختفي العالم من حولي ولا أعود أشعر بأي خطر أو ضيق أو حزن. بحضورها تحضر دائما الطمأنينة التي تغلف القلب والروح والإحساس.
لا داعي للكلمات ولا التبريرات في حضنها فالمحبة تمحي كل الأخطاء والهفوات، لتحل الابتسامة الجميلة الدافئة. أحضن ذاك القلب ويحضني فلا يعود للكلمات مكان.
أمي توأم الروح أجد برفقتها المحبة النقية الصافية، الغير مشروطة. في حضرتها أشعر بأن هناك هدوء يسكن نفسي. بقدومها يقدم الفرح، والشغف للحياة يصبح واثق الخطوات ولا نهائي.
الحياة بكل جمالها ومالها ورونقها لا تساوي رقة قلبها الطيب ونفسها النقية. على يديها تعلمت المحبة والتعامل الراقي، وأتقنت معنى كلمة الفرح.
كلماتي لها لن تستطيع أن تعبر عما بداخلي. سلاماً لقلب أمي الذي يلتمس لنا العذر قبل أن نعتذر، ويفهمنا قبل أن نشرح. منها تعلمنا لغة الحكمة والحنان والمحبة.
أهدي كلماتي لقلب أمي ملاكي الحارس، بوجهها الجميل وروحها العذبة، ويمتد سلامي لكل الأمهات في هذا الكون.
a. altaher @ youthjo. com