تباعا , يفقد الأردن زينة رجاله الذين كانوا , وتباعا أيضا , تزداد الحياة مرارة لا بل غدت بلا طعم !. حدث هذا كله على مدى أعوام قليلة والسبب كورونا وغيرها.
رجال كنت أحبهم وأستأنس بهم وبالجلوس إليهم , مضوا , وآخرون أشتاق لزيارتهم ومجالستهم فلا أستطيع , والسبب كورونا قاتلها الله , وأجد حرجا في زيارتهم كما كنا من قبل !.
نعم .. المر يا صاحبي يفرق عن الحالي , فالموت حق لكنه مر , والحياة الطبيعية التي كانت وتغيرت , حلوة هي بمجالسة " الزينيين " من الرجال القلة , لكن الجائحة تمنع , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يا ترى .. هل تعود الحياة التي كانت كما كانت , أم أن الدنيا قد أدبرت إلى لا رجعة !, الله أعلم.
مما أرى وأسمع وأقرأ , أعتقد أن " المرارة " تملأ مذاق الأردنيين كافة , الغني والفقير , الكبير والصغير , الحاكم والمحكوم , الجميع ربما , حتى لقد صارت الكلمة الطيبة عملة نادرة , ونحن نبدو كما لو كنا نحفر قبورنا بأيدينا إنتظارا لقدر الله.
أفضل وأجمل وأنبل ما يمكن أن نفعله وسط هذا الواقع المر, هو التوجه بقلوبنا وسائر جوارحنا , إلى " الله " الواحد الأحد , نتقرب منه سبحانه وتعالى عله يرحمنا ويرأف بحالنا ويخرجنا مما نحن فيه من ضيق ونكد وتناوش وتلاوم وتصارع على الدنيا الغرور قبل أن تحين ساعاتنا لنلقى وجهه الكريم مرضيا عنا بإذنه تعالى.
صدق الشاعر إذ قال .. المر يا صاحبي يفرق عن الحالي .. والنار ما تصلى إلا رجل واطيها . الله دوما من أمام قصدي .