في ناس حتى لما بده ينافق ما بعرف ينافق فتفضحه قسمات وجهه او ضخامة وابتذال نفاقه، ولذا فإن على كل واحد اذا عمل عملا أن يتقنه، فلكل شيء أصول وقواعد.
فالنفاق المتقن ينبغي أن يشتمل على مسحة من الواقع، أو بعبارة أخرى ان يكون مغطى بطبقة رقيقة هشة من الحقيقة يمتزج فيها الكذب بقليل من الحقيقة فيصبح الأخراج مستساغا يمكن تمريره على عامة الناس، ان الأمر يشبه تماما ( الشاي بالحليب) لا هو شاي ولا هو حليب ولكنه مستساغ الطعم والقبول، وهكذا على المرء اذا اراد أن ينافق ان يتدرب على يد خبير او ممارس محترف وهم كثر.
احد معارفي كلما أراد أن ينافق يتعثر بكلمة خارج السياق فينقلب نفاقه عليه إما ضحكا واستهزاء وإما أستنكارا وتوبيخا وفي كل مرة يقولون عنه ( أجا يكحلها عماها).
ومن قصص تعثره في النفاق أن دخل ذات يوم بيت ٱحد كبار المسؤولين مهنئاصبيحة العيد فاتحا ذراعيه قائلا ( كل ما ادخل بيتك الكريم يا سيدي كأنما ادخل بيت احد صحابة رسول الله) فاستنكر المضيف قوله وتجهم وجهه وهب في وجهه احد الحضور موبخا فجلس ولم يلتفت اليه احد بكلمة.
غبي لا يعرف ان بيوت الصحابة رضي الله عنهم لا فخامة ولا موائد وما فيها غير حبات تمر وبعض حليب.
المهم انه وبسبب تعثر كثير من المنافقين بنفاقهم المكشوف المفضوح وتهافت طوابير المنافقين الجدد على حساب الجودة والفن ودخول العنصر النسائي اللافت إلى ساحة النفاق الوطني أصبحت البضاعة رديئة فاحتاج الأمر على رأي احد الاصدقاء إلى مدرسة او كليه متخصصة في علوم النفاق يقوم على التدريس فيها منافقون مخضرمون وعلماء اجتماع تخصص دهلزة وضحك على الذقون.
مدرسة للمنافقين مشروع استثماري ناجح يجب عرضه من قبل وزارة الاستثمار ضمن حزمة المشاريع الوطنية الجاذبة للمستثمرين.
لتكون في الصفوف الأولى ليس مهما ان تحمل شهادة علمية رفيعة المستوى وإنما يكفي ان يكون لسانك مدربا على فنون النفاق.
العقبة الوحيدة التي تعترض المشروع تكمن في اختيار مدير المدرسة، التنافس على المنصب سيكون شديدا وربما نحتاج إلى خبرة لجنة متخصصة في اختيار المرشحين للمناصب القيادية.