جوع مزمن للحزبية يقابل بشهوة محمومة للاطارية.!
هشام عزيزات
02-02-2022 12:07 PM
الجوع للعمل الحزبي المنظم جديد قديم، لكنه الان والتعديلات الدستورية (قانون الاحزاب والانتخاب العام) قيد القراءة الاولية تليها حوارات مفتوحة تحت القبة، انفتحت شهية الكثرة الكاثرة والحزبين بالاصل والمتخفين بالاصل، ركضوا مع اول صفارة، للانخراط في تشكيلات حزبية تحت التأسيس دون وقت مستقطع في التباري لمرحلة التراخيص الاصولية ووضع الاسترايجيات والمنهج الفكري التغييري او الاصلاحي او ربما النهوضي.
وفيما الهيئة العليا للانتخابات التي ستكون مسؤولة عن التراخيص الحزبية، في "حيص بيص"، وكيف ستصبح تسميتها؟.. اي هيئة انتخاب واحزاب!، ام تنفصل الحزبية عن الانتخابية، وتكون الحزبية هيكل اطاري تخصصي يمنح التراخيص والمراقبة حسب الاصول ومقتضيات القانون والعلم عند حاضنة التشريعات (مجلس الامة).!
بعدنا على شاطئ الامان، لا تغرقونا في يم الحزبية بفوضاها المعهودة التي لوذعنا منها مرارا ومرارا، وسبق ان اغرقنا وشغفنا بها وتورطنا وتورطنا وخضعنا للاستفهام والمطاردة بالوظيفة وبالسفر، وكاد البلد ان يتشظى وينقسم على نفسه ويضيع فتقدمت يد سحرية انقذت البلد من الفوضى.
والتجارب ما زالت في متناول اليد حتى لا نهور ونندم ساعة لا ينفع الندم فالبلد حين خلا من الحزبية تخفى الحزبيون الايدلوجيون، خلف يافطات الجمعيات الخيرية التعاونية وخلف الدواوين الاسرية العشائرية وسربوا ومرر البعض من معتقداتهم بالاخفاء فما نالهم (لا عنب الشام ولا حصرم حضرموت).. الا الحلب والابتزاز المالي المادي والعيني حتى كفروا بالعمل التطوعي وحتى بالافكار السياسية التغييرية الثورية.
وامامنا الجلاسنسوت الغوربشية الانفتاح والشفافية البرسترويكا اعادة الهيكلة والاصلاحات وهدم جدار برلين لتوحيد الالمانتين بالمانيا واحدة، وما نفعت حتى اذنت، بانهيار الامبراطورية الروسية الشيوعية، والمعسكر الاشتراكي برمته تفتتا وانفصالا وارتماء في احضان الرأسمالية العالمية التي هي ايضا تحمل بذور الفناء والانهيار والتهاوي امام الازمات المالية العالمية وحروب المنافسات التجارية بين المارد الصيني والكابوي الامريكي.
وان كنا نعشق العمل النضالي ببعديه السياسي الداخلي التحضيري وانموذج "اسبارطة" للدفاع عن قضايا الامة والاخر على شاكلة "اثينا" الدولة المدنية في نهاية الامر" فإن العلم السياسي الذي هو كعلم الهندسة والرياضيات ومعادلات الفيزياء لا يمكن ان يتقدم بحسب الفرنسي "ديفرجيه" صاحب موسوعة الاحزاب السياسية.. تقدما ملموسا ما دامت ابحاثه ذوات طابع مفكك يجب ان يكون اقرب إلى الاستقراء منها للعلم".
فما لنا الا ان نعمر وحدة الجغرافيا من جديد باوردتها التاريخية عمان دمشق بغداد وجنوب سوريا في فلسطين المحررة والحياة المشتركة بكل جوانبها تخصيصا بنمو الخزان الغذائي بالشام الجديدة والدورة الاقتصادية الاجتماعية الواحدة بين بلاد الشام فهي خيار يخلو لحد ما من المرارة واقل كلفة وضمانته الانسان المجتمع والعقل باعتباره الشرع الأعلى.
من هنا يصعب وصف ميكانكية الاحزاب وصفا مقارنا وجديا لذلك نقع في حلقة مفرغة فالابحاث المتخصصة السابقة والنعتمد والعميقة وحدها تتيح يوما ما بقاء النظرية العامة للحزبية حبيسة الملفات والادراج فالحزب السياسي هو اتحاد مجموعة من الافراد بفرص لعمل ما لتحقيق مصلحة عامة معينة وفقا لمبادئ خاصة متفقون عليها فاين نحن من هذا المفهوم حين يكون للحزب هيكل تنظيمي يجمع والأعضاء ونحن كلنا قادة والأعضاء طي الكتمان والجهاز الاداري يغرق في المحسوبيات والتزلم وفي الوقت الذي اعدت الاحزاب ليس لتمرير الايدولوجية والدعاية بل هي درجة من درجات التنمية السياسية في النطام السياسي.
واما العلامات الفارقة للحزب التكيف.. اين نحن منه والاستقلال والدولة تموله والتماسك والانفصال حاضر والتشعب التنظيمي والاستئثار حاصل.