الخطاب بين النظرية والواقع
عبداللطيف الرشدان
02-02-2022 09:57 AM
القدرة على صياغة الخطابات الجيدة والتصريحات الجميلة وإقامة منابر الأقوال المجردة من الأفعال واجترار الماضي والايحاء بالمستقبل المشرق والأمل المنشود صناعة رائجة في هذا الزمان وسلسلة واهية ووهم كبير يوحي إلى المتلقي ان هناك احداثا ستقع وتخطيطا سيتحقق ويلقى بظلاله على الدهماء والعامة او من عميت بصيرته وتقطعت أفكاره واطبق عليه الجهل.
كثير من التصريحات والتلميحات وقوة الخطاب وتلون الكلمات هي اجترار لما قيل في الماضي وذهب ادراج الرياح دون طائل ودون ان يرى النور او يبسط في صورة إنجازات تتحقق على أرض الواقع. فكل عاقل ذي بصيرة وقليل من الفهم والأحتكام إلى العقل يدرك ان القول المجرد من الفعل يعكس نية كاذبة ومؤشرا حائرا وكلمات خاوية تعكس الإفلاس وفقدان الأمل بتصحيح المسار َوابراز الإنتاج إلى حيز الوجود.
كثير من التصريحات شبيهة بابر التخدير التي سرعان ما يزول اثرها ويعود الألم إلى صاحبه والمعاناة إلى وكرها والحال مائلة لا أمل في تقويمها وعودتها إلى ما يريحها.
الجودة تكمن في الفعل ولو كان قليلا لا في الأقوال وان ملأت الدفاتر بكرة واصيلا وتناثرت هنا وهناك وعلى جوانب الطرق البائسة.
ما احوجنا إلى المصداقية في النية والقول والعمل والفعل الذي يرى النور ويريح النفوس ويحقق الأحلام ويبعدنا عن السؤم والشؤم والقنوط.