سؤال واضح لمركز إدارة الأزمات و لإدارة الأرصاد الجوية: هل صنفتم المنخفض الماضي الذي أتى بالثلج أنه كارثة طبيعية؟
هذا سؤال مهم و يحتاج لجواب صريح كون شركات التأمين ترفض طلبات المؤمنين على سياراتهم تأميناً شاملاً الحصول على تعويض لتصليح سياراتهم بذريعة أن الثلج كارثة طبيعية. هل هذا القرار الذي استلهمه كذلك غير شركات التأمين صحيح قانوناً؟ ما هو تعريف الكارثة عند الحكومة؟ أو في القانون؟
و هل يُترك المجال مفتوحاً لكل من شاء أن يقرر في مثل هذا الشأن؟ أليس من المفروض أن تقوم جهةٌ رسميةٌ بتحديد ماهية الحدث إن كان منخفضاً عادياً أو كارثياً و أن يكون هذا هو الأساس لقرار شركات التأمين و غيرهم من الشركات الإنشائية التي تبنت الموقف نفسه هرباً من مسؤوليتها عن منشآتٍ لم تراعي القواعد الهندسية لأجواء الأردن؟
إن ما يمر به المتضررون شيئٌ مُخجلٌ. فبالإضافةِ لخسائرهم التي تكبدوها فهم مجبرون سماع كلمات الإنكار و التنصل من أفواه الشركات المتنصلة. أحدهم يقول أن مظلات السيارات ليست للحماية من الثلج! و آخر يقول الثلج ثقيل و كان يجب أن تنقل السيارة من تحت المظلة! ويعرض ثالثٌ عليك مقولات العوض و السلامة ناسياً أنه عند الإنشاء كان يقاتل لأجل أن تدفع له مقدماً و كاملاً قبل أن ترى عمالهُ.
الكارثة ليست بالثلج فهو نعمةٌ نحمد الله عليها و نرجوها لبلدنا. و ليست الكارثة بالخسارة المادية فما كان قدراً سيكون و الله خيرٌ حافظاً و هو أرحم الراحمين. الكارثة هي في تغييب الضمير و في استمراء الكذب و في الغش. الكارثة هي فيمن استهان بحقوق الناس و أرواحهم بسبب الجشع. الكارثة أن تتزاحم الذمم الضعيفة لتطرد المسؤولية و الخلق النبيل