الراحل الأستاذ محمد الحموري
باسم سكجها
01-02-2022 06:27 PM
على مدى سنة كاملة كنّا نجتمع أسبوعياً، ضمن اللجنة الملكية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية، ولا أتذكّر أنّني اختلفت معه في موقف، وبالعكس فقد كان التوحّد كاملاً مع آراء الأستاذ الدكتور محمد الحموري.
تلك الأيام الطويلة شكّلت بيننا صداقة متينة، ولو من خلال الاتصالات الهاتفية، فضعف عينيه كان يمنعه من التنقّل، والغريب أنّه لم يتوقّف معه عن القراءة والكتابة، وبالضرورة فإنّ إبداء رأيه في ما يجري على الساحة السياسية تواصل على الرغم من وهن الصحة.
في آخر ظهور علني له، وجّه نقداً قاسياً لمخرجات اللجنة الملكية لتطوير الحياة السياسية، وكنتُ عضواً فيها، والشكر لرئيسها سمير الرفاعي الذي زاره واستمع إلى رأيه، وحاوره، فالخلاف في الرأي لا يفسد في الودّ قضية، خصوصاً إذا كان العنوان المصلحة العامة.
حين تسلّم نجله طارق حقيبة وزارية في حكومة عمر الرزاز، باركت للأب، فضحك وقال لي: هل تعرف أنّه سيخسر مالياً أضعاف راتبه؟ ولمّا رددت عليه بأنّه “طالع لأبيه”، ارتفع صوت ضحكته أكثر، وأضاف: الحمد لله.
المعروف أنّ محمد الحموري كان عميداً لكلية الحقوق، وأبنه صار عميداً للكلية نفسها بعد سنوات وسنوات، والمعروف أنّ أبا طارق تسلّم حقيبة وزارية مرّة!
جمعني باستاذنا وزميلنا الذي رحل اليوم، الفكر والتوجّه الناصري، والطريف أنّه عرف عن ناصريتي من رفاق لنا في مصر، هؤلاء الذين كانوا يطلبون مني في كل اتصال هاتفي السلام عليه، فرحمك الله يا عزيزنا، وأحسن عزاء أهله وتلاميذه ورفاقه، وللحديث بقية.