مقالتي هذه ربما تكون موضع الاستغراب من الكثيرين فهي موعظة بعيدة عن الكلام السياسي الذي صار متعبا ومملا وبخاصة إذا راقبت العلاقات الدولية ورأيت انكشاف عورة الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان بينما هي دول قاتلة للحرية والديمقراطية وهي دول تمارس الطائفية جهارا نهارا بل والتمييز العنصري، وهي التي تتاجر بأرواح البشر عبر تجارة السلاح واحتلال اعالي البحار واستئجار العملاء ودعمهم ومن ثم التخلص منهم لصالح عميل جديد.
والوضع كما في عالمنا العربي حيث الانقسام صار مزمنا والمحاور قائمة والعداوة مستمرة والبيع والشراء والارتماء في أحضان الأعداء الاستراتيجيين لأمتنا.
كما يصيبنا الملل حين نرى حكومات الموظفين والبرلمانات العاجزة عن تحقيق شيء سوى الاستعراض. وأحزاب تسعى لدعم حكومي مالي وتنتظر حصتها من كراسي المستقبل لتجثم بشخوصها على صدورنا دون برامج تقلل المصائب التي نعيش.
وبنظرة في المجتمع نجد الفقر والبطالة والأخلاق ذات المنحنى النازل في ظل تعليم يتهاوى وسياسات الجباية، وينضم إلى ذلك الوباء والتقطع الاجتماعي ولم تعد "كل من أيده له" على مساحة حارة بل على مستوى البلد.
لكل ما سبق فإننا نرى الابتلاء يشملنا جميعا حكاما ومحكومين، أغنياء وفقراء، نساء ورجالا، شيبا وشبانا حيث الفتن تكاد تغرقنا!! فليخلص كل واحد منا نفسه بما يرضي الله فالموت يسير في شوارعنا وبيوتنا وعائلاتنا ومختلف مستوياتنا الاجتماعية والوظيفية.
نعم مقالي موعظة لنفسي قبل أن تكون لكم فالموج عال والغرقى كثيرون فارحل عاريا من الظلم والنفاق والاعتداء والذل كما جئت عاريا حيث لن ينفع الكرسي ولا المال ولا الجاه وستتحول إلى ذكرى فيقال: كان طيبا أو الأخرى.