facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عيوب السلطة العربية الإسلامية .. وتحديث منظمومة الإسلام السياسي


نور الدويري
31-01-2022 01:23 PM

“حين يفقد الإنسان شيئاً يستحق أن يبذل نفسه من أجله فقد فقدَ أساس الفعالية وغرِق في أساس الكلالة والوهن”

قالها رجل فيلسوف يدعى جودت سعيد (غاندي العرب) هذا الرجل تبنى مدرسة إسلامية فلسفية أطلق عليها (إسلام اللاعنف) رجل صدق مفهوم الإسلام بمنظور مختلف عن ما أبحر به مؤسسوا الإسلام السياسي، وأخذ بعض مرجعيات ابن تيمه الجدلية، لصناعة سياسة أخرتنا بدل أن تقدمنا، فجاء جودت سعيد كاسمه سعيد ذو جودة فكرية عجبية، رأى الإسلام بمنظور مختلف كما تراه الجدات والنفوس اللوامة، والطامحين بالنهوض بالأمة، وأصحاب الفكر العميق ذلك الذي لا يستلذ بإضاعة وقته على النقد أو الأذى بقدر اهتمامهم في تفسير كينونات الأرض وتسخيرها لخدمة الإنسانية، وأن الإنسان فكر يحتاج فكرة لا بأس أن تكون مسالمة! لأن الطوعية أحيانا لا تعني الإنهزامية، إنما التحضير جيدا كيف يجب أن نستعمل السلاح لدفاع عن أنفسنا.

إشكالية العرب، والمسلمين ليست في افتقارنا للقوة أو العتاد، أو النفوذ أو حتى بالفساد وضيق الحال المقهورة، أو في نقص الوازع الديني، الإشكالية الحقيقية تكمن في تصويغ تلك السنن في بنود سياسية قابلة للقياس .. والسياسة أفكار جريئة تنفجر لتحقيق مصلحة ما، ولن تتحقق السلطة بالمنطقة بالمال والنفوذ، بل بتزاوج مع الفكرة.

إن إمتلاكنا للفكرة مستفدين من السنن، كفيلة أن توجه الأنساق الإجتماعية للعمل، والعمل سينتج عجلة إقتصادية ويروض السوداوية الإجتماعية العربية، وبالطبع سيخلق نضجا عقلانيا كبيرا، تنفجر منه الأفكار، والتي ستدفعنا للانتظام في كل بنود حياتنا ثم لن يعلو البنيان في مدننا العربية فقط، ولن يرتفع سعر برميل النفط العربي فحسب، بل ستسود قوة ضخمة في المنطقة، ونعم لن يصبح سهلا بقاء قيادات ضعيفة، لكن بالمقابل ستنتبه القيادات الضعيفة و/أو الشرسة لهذه النهضة سيسعون لكسب التأييد وهذا بالطبع سيدفعهم لتفيذ خطط تنموية ضخمة.

ومن أهم نتائج هذا النهوض، دحض نظرية المؤامرة، وتشتيت الضغط الخارجي لتفتيت الأمة، ظهور قوة إتحادية فاعلة، وتنشيط دور المؤهلين في المنطقة العربية، وإعادة النظر بالأبوية على أساس الحماية والرعاية لا السيادة المطلقة، بمعنى أن تصبح مسؤولة لا مطلقة، وإعادة تأهيل مظاهر العولمة والتركيز على أهمية الفكرة الصانعة للنهضة لا استيراد الفكرة، أي يجب أن نفتح مصانع أفكار أصيلة لا إستيرادها.

وفي نهاية بداية حديث قد أعرج عليه مرارا الفترة المقبلة، أقف على شاهد قبر جودت سعيد رحمه الله الذي وافته المنية يوم أمس، داعية أن يكون من المقبولين والصالحين عند الله بعد إذنه، وأهمس للشيخ الجليل جودت له أننا سنحول نظريته لإيديولوجية ربما ترى النور يوما.

فقد قال الله تعالى ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) صدق الله العظيم.

أي أن النفس كلما رأت اجتهادا تبين لها الحق من الباطل، وإن الباطل لا يزهق بالسلاح المباشر، أو المعارضة القابلة للطي، أو موالاة جاهلة، بل بالفكرة التي توضح نشوء ومسببات الباطل ، فتقتل الجذور ولا تكسر الأغصان.

* تنويه
أتحدث في هذا المقال عن السياسة في المنطقة العربية والإسلامية، وليس عن جوهر الدين بالمطلق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :