تميز، ابداع ومستقبل هي كلمات تكرر ذكرها 25 مرة في رسالة يطل علينا اليوم صاحب العيد بها ليس محض صدفة ولكن لتكون هذه الرسالة حداثية استشرافية جديدة، داعيا فيها جلالة الملك الى صياغة نهج اقتصادي استشرافي يعالج الخلل ويبني على المنجز ويستثمر في المستقبل، مدركا جلالته لحجم التحديات ومستندا الى ثقته بالإمكانيات البشرية للأردن الدولة، وإيمانه بقدرات وإمكانات أبناءه وبناته على امتداد هذا الوطن.

وأعلن جلالته تكليفه للمعنيين في ديوانه العامر بتنسيق عقد ورشة وطنية وهنا إشارة جديدة من جلالته لان يكون الحوار هذه المرة مختلف وفق نمط تفاعلي انتاجي يصار به لإنتاج خطط وطنية مؤسسية سليمة، وبرؤية واضحة، تمكن مختلف فئات شعبنا الحبيب لاستيعابها والمشاركة بها. مؤكدا جلالته ان الأردن الواقع لا يرتقي لأردن الطموح لدى القائد وشعبة على حد سواء كنتيجة لجملة من التحديات والاخطاء هنا وهناك سواء كان ذلك على مستوى هيكلة العمل المؤسسي او على مستوى التنفيذ والتخطيط المثقل ببيروقراطية باتت تشكل عبء حقيقي على مسيرة الحداثة والتنمية، وخصوصا في ضل ازمة كورونا وتبعاتها على كل المستويات.

هذا كله يدعونا لوقفة تفكير دقيق لفهم اللحظة ومحاولة استثمارها بشكل حقيقي وموضوعي ومنتج، ولعل السؤال هنا كيف تكون ورشة العمل التي نريد ؟، وكيف يمكن صناعة الورشة النموذج والاقرب والاصلح لإنتاج مخرجات تليق برؤية صاحب العيد كما انها تليق بطموح هذا الشعب.

هنا دعوني أحاول معكم التفكير خارج النص وخارج التقليد وبعيدا عن الصندوق لنرسم نموذجا جديدا من حيث الشكل والمضمون لورشة العمل التي نريد، بداية لماذا لا يكون فضاؤها واسع وغير محدد بغرفة او مكان كان يكون جزء منها عبر وسائل الاتصال الحديثة بمشاركة كل من يرغب ممن لديهم الكفاءة والخبرة والوقت، وبذلك يمكننا اشراك اكبر عدد ممكن من العقول الأردنية في الداخل والخارج من أساتذة وباحثين ومهنيين وريادين ومستثمرين، بعيدا عن القوائم المعدة مسبقا ووفق منهجية علمية واضحة لاستخلاص المقترحات والمساهمات النوعية القابلة للتنفيذ، من خلال الإعلان عن سلسلة ورشات عمل يسبقها تقديم أوراق عمل بحثية محددة تستهدف وضع اطر وحلول منهجية وفق تمثيل قطاعي تكنوقراطي.

كما انه من الواجب إيجاد خطة منهجية للحشد وكسب التأييد والتواصل وادماج كافة الفئات الشعبية في عمل الورشة وبالتالي ضمان تبني مخرجاتها لأكبر شريحة ممكنه من الشعب الأردني وخلق توافق وطني ما أمكن للخطط والبرامج التي ستخرج عن عمل الورشة وفق اعلى معايير المكاشفة والشفافية، وهنا تجب الإشارة الى أهمية اشراك الاعلام الأردني بمختلف مكوناته وكذلك الاعلام الالكتروني والاعلام الاجتماعي لضمان قرب عمل الورشة من نبض المجتمع وتطلعاته.

ومن حيث منهجية البحث يجب على القائمين على الورشة كسر قاعدة النمطية في التفكير والتنفيذ، وتبني منهجيات استشراف المستقبل والتحرر من كل قيود المصالح الضيقة والفئوية والارتكاز الى نقاط القوة والاستثمار فيها بشكل استراتيجي وتحييد الاثار السلبية لكل تحدي ونقطة ضعف.

ورشة العمل التي نريد ونحن وطن بات مثقل بأرقام البطالة وموجوع بنسب الفقر ومتخم بتبعات الوضع الإقليمي وجائحة كورونا، هي ورشة عمل مختلفة من حيث الشكل والمضمون مستشرفه متفائلة بعزيمة وإرادة هذا القائد تليق به هدية لعيدة الستون، وتليق بان يفتتح وطننا بها مئويتة الثانية.