اما وقد غادرنا ضيف الاردن الكبير ملك المملكة العربية السعودية بعد استقبال حافل يليق بجلالته شارك فيه الاردنيون بعفوية عكست عمق العلاقة الاخوية بين الشعبين الشقيقين... لا بد لنا ان نتوقف عند ماحدث ابان الزيارة من سوء ادارة وتخطيط وتنظيم نتيجة الاغلاق الكلي لطرق حيوية في العاصمة عمان عَلِق بسببها المواطنون لساعات طوال تحت أشعة الشمس ..شعر الكثيرون بالضيق الشديد والعتب وخاصة ان ادارة السير – الجهة المعنية باغلاق الطرق- لم تنوه الى الاغلاق في وسائل الاعلام المحلية ليأخذ الناس احتياطاتهم فلقد تفاجئ الجميع بدون مقدمات بازمة مرورية خانقة علقوا فيها طويلا في شوارع اغلقت تماما دون تحويل المركبات الى طرق بديلة تضمن انسيابا معقولا لحركة السير .

نقدر عاليا الاعتبارات الامنية التي دفعت ادارة السير الى اغلاق شوارع مر بها الموكب الملكي ولكن الا يمكن مراعاة هذه الاعتبارات وبنفس الوقت احترام المواطن الذي تسمّر تحت اشعة الشمس في وقت الظهيرة في اجراء يبدو انه مرتجل لزيارة معلنة منذ اسبوع على الاقل.

هناك الكثير من الصيغ التي يمكن اعتمادها بدل احداث كل هذا الضرر النفسي والمعنوي والمادي عند شريحة واسعة من المواطنيين الذين شارك بعضهم في الاحتفاء بالضيف ولم يتمكنوا من الوصول الى منازلهم الا بعد ان غادرتهم كل مظاهر الفرحة والغبطة .

قصص كثيرة يتداولها الناس عن معاناة اطفال ونساء وشيوخ جراء الاغلاق الكلي للشوارع ،نساء انتظرن طويلا وصول اطفالهن من الحضانة ،زوجات حال الاغلاق دون وصولهن الى حضانات ومدارس اطفالهن، مئات من المواطنين قطعوا عشرات الكيلومترات سيرا على الاقدام ...

ما هو مبرر ذلك كله؟ الا يستطيع رجال السير المشهود لهم بالخبرة والقدرة على التعامل مع الظروف المشابهة تامين الطرق البديلة والاعلان عنها قبل ايام من الزيارة ؟

لماذا ينسى المسؤولون دائما انهم موجودون لخدمة المواطن وراحته ؟ كيف يرى البعض ان الاغلاق ضروري على هذا النحو الذي خلف شعورا سلبيا احدث ضررا بالغا في سعينا المتواصل لتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة ..

ما حدث قد حدث... ولكن نتمنى ان نستفيد من التجربة وان لا تتكرر الحالات التي تميل فيها الاجهزة المختصة على المواطن وان يكون احترامه على رأس اولويات صانع القرار وخاصة ان هناك عشرات البدائل لقرار الاغلاق الكلي للشوارع لا نعرف لماذا تم اهمالها جميعا؟..