رسالة ملكية بابعاد ادارية
د. هايل ودعان الدعجة
31-01-2022 11:36 AM
لقد غلف الطابع الاداري البحت الرسالة الملكية الهامة التي وجهها جلالة الملك يوم امس للاردنيين بمناسبة عيد ميلاده الستين من خلال تأكيدها وتركيزها على الاشكاليات والسلبيات التي تعاني منها القطاعات الاردنية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها من القطاعات ، والتي تستند في عملها وادائها الى قواعد وبنى تحتية ادارية ، ممثلة بالقيادات وبالمسؤولين الذين يديرونها.
في تأكيد على ان مشكلتنا في الاساس ادارية بحتة . الامر الذي يمكن استنتاجه من التشخيص الملكي للحالة الاردنية الداخلية التي تعاني من ضعف العمل المؤسسي الذي يشوب القطاع الإداري في الدولة ، والتلكؤ في تنفيذ الخطط والبرامج والتمترس وراء البيروقراطية ، واعاقة التغيير وغيرها من الثغرات والامراض الادارية التي فرضت نفسها على العديد من مؤسسات الدولة ودوائرها وقطاعاتها المختلفة ، حيث الفساد الاداري والمحسوبية والشللية وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتولي المناصب ومواقع المسؤولية من قبل اصحاب الكفاءات والمؤهلات ، بطريقة ادت الى تراجع الاداء وفي القطاع العام تحديدا ، وجعلت من الواقع الذي نعيش لا يرتقي الى مستوى الطموحات والتطلعات في ظل ما يميز الشعب الاردني من عزيمة واصرار على مواجهة الصعاب والتحديات.
لذلك كانت الحلول الملكية لتجاوز هذه المعضلة الداخلية ، حلولا ادارية تستند الى تخطيط مؤسسي سليم ورؤية وطنية واضحة المنهجية والاهداف ووضع خطط وبرامج متكاملة وشاملة وتكريس نهج المساءلة بحق المقصرين في اداء واجبهم ، وان لا مكان لمسؤول يهاب اتخاذ القرار بجرأة وبلا تردد ، والتحصن خلف اسوار البيروقراطية خوفا وهربا من تحمل المسؤولية . في الوقت الذي لا بد فيه من حماية المسؤول المجتهد والجريء والمبادر، لضمان تحقيق التغيير الايجابي والانفتاح على كل ما هو جديد من الافكار والثقافات والخبرات العالمية ومواكبة التغيرات والمستجدات المحيطة والتأقلم السريع معها ، وذلك اذا ما اردنا ان نشق طريقنا بثقة وتفاؤل نحو المستقبل، الذي حدد جلالة الملك ملامحه وابعاده، بما يعكس النظرة الملكية الاستشرافية ، للمضي قدما في مسيرة البناء والتقدم عبر ترسيخ ثقافة التميز والابداع والتطور، لنعيد للادارة الاردنية وهجها وتميزها، وللقطاع الطبي مكانته، وللتعليم صدارته، مما يتطلب وجود قيادات ادارية مؤهلة وتتحلى بصفات الشخصية القيادية وتمتلك قدرات ومهارات ادارية ، وفق آلية تعيين فاعلة نضمن من خلالها اختيار عناصر مؤهلة في الوظائف والمواقع الوظيفية الهامة.