الملك .. سياسة تراكم الإنجاز
د. حازم قشوع
31-01-2022 12:46 AM
وفق رؤية نيرة ورسالة خيرة واهداف واضحة حدد جلالة الملك استراتيجية عمل الحكومات القادمة مع دخول الدولة الاردنية بمئويتها الثانية وتحمل راس الدولة مسؤولية الاشراف على تنفيذها جاء ذلك عبر الرسالة التي وجهها جلالة الملك للشعب الأردني وهو يحتفى بميلاده الستين وبصورة تعبر عن دراية واسعة والمام شامل بالصورة الكلية للمشهد العام بين جلالة الملك والتحديات التي تواجه المسيرة الأردنية من باب التحديات الإقليمية التي تعرضت لها المنطقة وتصدى لها الاردن ومن واقع العوامل الذاتية التي جاءت نتيجة تغير السياسات الحكومية والتي ما فتئت تلازم تبدل أركانها هذا إضافة للبيروقراطية النمطية السائدة وعامل الثقة المراد تعزيزه بين المواطن والمؤسسات وصناعة القرار ومع تراجع معدلات الإنتاج والابتعاد عن العمل المؤسسي في العمل العام شكلت تلك العوامل على الحالة المعيشية والاقتصادية لما شكلته من انعكاسات سلبية على مسيرة التنمية ونوعية الخدمات تجاه رسالة البناء الوطني بشكل عام .
ولهذه الاعتبارات الموضوعية والتحديات الذاتية اوعز جلالة الملك للديوان الملكي بالبدء بتشكيل ورشة عمل ميدانية تشارك فيها كل الأطراف ذات العلاقة من القطاع الخاص كما من المجتمع المدني والحكومة من اجل الخروج باستراتيجية عمل تعتمد على سياسية تراكم الانجاز بحيث تعتمد كل الحكومات القادمة على برنامج تنموي منبثق عن استراتيجية عمل شاملة للدولة الاردنية حيث يتم عبر هذه الاجتماعات واللقاءات المتواصلة الاتفاق حول بوصلة عمل اقتصادية وإدارية وميزان توجه يحفظ القياس العام ووجهة اتجاه تحدد الرزم التشريعية بما يجعلها آمنة ومستقرة .
هذا إضافة لآليات عمل تضبط الايقاع العام بما يجعلها واضحة تجاه حواضن الاستثمار ومعرفة الرواسي والاوتاد الامر الذى يتطلب إيجاد مخطط شمولي قادر على تحديد حواضن الاستثمار واليات الإنتاج ومعادلة التشغيل كما يستوجب الامر كذلك لإعادة بناء الهيكلية الإدارية ووضع تصور جديد للوصف الوظيفي بما يجعله يواءم مع نماذج الصناعة المعرفية الحديثة لتكون قادرة على تحمل صفة الفاعلية والابتعاد عن النهج البيروقراطي السائد على ان يراعى أيضا بذلك من وضع خطة تنفيذية تستند لسياسية تراكم الانجاز وتقوم على وضع اهداف مرحلية للوصول بها للغايات المرجوة التي تكونها تحسين مستوى معيشة المواطن وتعزيز ميزان الثقة والعمل ضمن معادلة تستند للإيقاع الجمعي بما يجعل من المنهجية تتفوق بالتقديرات على الشخصية والدوائر المنفعية هذا اضافة الى ضرورة تشكيل عامل لقياس الانتاجية لإعادة رسم التصورات بناء على معادلة التقييم المرحلي مع الخطط التنفيذية فان تحديد استراتيجية عمل ثابتة في ظروف موضوعية متحركة امر في ميزان الضوابط والموازين الذاتية التي تتأثر دائما بالعوامل السياسية الموضوعية على ان يتم بناء معادلة القياس هذه من على قاعدة ماذا لو ؟. الاستراتيجية في التعاطي من الأرضية المتحركة في ميزان القياس واسس التقدير .
ان جلالة الملك وهو يرسم رسالته في ذكرى مولده للأسرة الاردنية الواحدة انما ليرسمها وهو كله ثقة بقوة الشعب الأردني وإرادة في تحدى الصعاب وقدرته للخروج من التحديات التي يواجهها بعزيمة واثقة من حتمية تحقيق الإنجاز فالأردني كما وصفه جلالة الملك ان عزم فعل وان فعل تميز .
(الدستور)