تحتفل المملكة اليوم بالعيد الستين لميلاد قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
وهذه المناسبة محملة بالذكريات الطيبة كما هي مفعمة بالآمال والتطلعات الجميلة.
والاردنيون الذين يلتفون اليوم أكثر من أي وقت مضى حول قيادتهم الهاشمية وهم يعبرون الى المئوية الثانية من عمر الدولة الاردنيةالهاشمية يدركون حجم التحديات التي تواجه الوطن وقيادته في ظل ظروف صعبة يمر بها الإقليم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وهي تحديات لا تخفى وتحتاج لمواجهتها الى حكمة القيادة ورؤيتها البعيدة المدى مثلما تحتاج إلى صلابة الإرادة ودعم الشعب ووحدة الجبهة الداخلية وحصانة الحدود ومنعتها، وتعزيز الأمن والاستقرار الذي يشكل جيشنا العربي والاجهزة الامنية مناط الامل والرجاء في حفظه وحمايته.
كثيرون منا ما زالوا يتذكرون المغفور له الراحل الكبير الحسين الباني، وهو يزف إلى الشعب الاردني بشرى ميلاد نجله سمو الأمير عبدالله في مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٢ م ويعلن انه ينذره لخدمة وطنه وشعبه وامته.
ومنذ ذلك الحين أخذ العاهل الراحل طيب الله ثراه يعد نجله الأكبر لهذه المهمة العظيمة والمسؤوليات الكبيرة..ومع توالي الأيام مضى عبد الله بإخلاص وتفان في التعليم والتاهيل العسكري والسياسي والاكاديمي ليكون على مستوى النذر والمسؤولية الوطنية والقومية.
وقد امضى الأمير عبدالله ردحا طويلا من عمره إلى جانب الملك الوالد يتعلم و يطلع على اساليب الإدارة الحديثة ويشق طريقه جنبا الى جنب مع إخوانه ورفاق السلاح في الجيش العربي ليساهم في مسيرة النهضة والتنمية بجد واهتمام ومثابرة.
وحين اصيب الحسين بمرض السرطان كان الأمير الى جانبه وجانب عمه سمو ولي العهد، آنذاك ،الأمير الحسن مد الله في عمره ،يؤازرانه ويخففان عليه معاناة المرض وصعوباته.
وحين انتقل الحسين الى الرفيق الأعلى كان على الأمير عبد الله ان يتقدم ليحمل الراية وينهض بمسؤولية القيادة بعزم وإقتدار وثبات وثقة هي بعض ما اعطاه الله من صفات ابيه.
وهاهي السنوات تمر ونحن نعيش العقدالثالث من عهد الملك عبد الله الثاني في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية تشكل تحديات كثيرة وكبيرة مثلما تعطينا الأمل بان نستطيع أن نحولها الى فرص واعدة إذا نحن احسنا التعامل معها وإيجاد الحلول المناسبة لها.
إن هذه التحديات نتيجة ظروف داخلية ومواجهات خارجية وتداعيات قضايا قومية نحملها بحكم موقع الأردن ودوره القومي والإنساني.
غير اننا مطالبون اولا واخيرا بالاعتماد على الذات وتعزيز الموارد وتجاوز العديد من السلبيات والأخطاء التي توالت من ممارسات إدارية واقتصادية واجتماعية خاطئة.
ولعلنا لا ننكر الايجابيات لكننا نجدها قد غمرت بكثير من تراكمات الفساد المالي والإداري والسياسي والاقتصادي. مثلما نؤكد اهمية المشروع الإصلاحي في جميع المجالات. لأن غياب تحقيق هذا المشروع وبلورته بوضوح وإرادة ،وتعزيز الحريات العامة والسياسية بخاصة وتقديم المصلحة العامة على كل مصلحة خاصة او جزئية و الاهتمام بالجانب الإداري والتربوي من المشروع الإصلاحي..كل ذلك يفتح نافذة للأمل و يعطي مفهومنا للأمن والاستقرار معناه الشامل،لتعود المسيرة إلى سكتها الطبيعية.
وكل عام والوطن وقائد الوطن بخير.