كرامة الأوطان وعزها وشموخها يعلو ويسمو عن نزوات افرادها وفلتات الجائرين وذوي المصالح الضيقة والمنحازين لرغباتهم وجموح جشعهم ووصوليتهم حين يعقرون الوطن ويتخطون في غيهم وشهواتهم كل خطوطه الحمراء او يميلون إلى التهالك والانحراف والكسل وعدم المبالاة والتنطع والتشدق والتمثيل والنفاق.
لا سبيل إلى صون الوطن وحفظ كرامته وقوته ومنعته الا بحمايته من عبث العابثين وانحرافات الجائرين وخارقي القانون والمتزلفين والمنافقين والكاذبين والمحتالين والغشاشين والمخادعين وطغاة الفساد بأشكاله والوانه.
حماية الوطن تكون بتولية المخلصين من أبنائه وتعيين القيادات الكفؤة والنزيهة والمستقيمة واستبعاد العناصر الرديئة والمجربة والمترهلة والفاسدة وتجريد الوطن من كل ما علق به من الخداع الغش والتضليل. ووضع حد للجشع والاسراف والتبذير واللامبالاة.
من يضع حدا للفساد ويجتثه من جذوره؟ ومن يمنع الواسطات والشللية والمحسوبية؟ ومن يلجم المنافقين والطغاة ومن يضع حدا للخارجين على القانون؟ ومن يحاسب المترهلين والكسالى والمقصرين؟ ومتى تصبح الشوارع والطرق سالكة دون حفر ومطبات؟ ومتى نحافظ على نظافة الأحياء والطرق؟ ومتى نمنع التجني على حقوق الاخرين؟ ومتى تطبق العدالة الاجتماعية ويأخذ كل ذي حق حقه.
عندها تسقط أوراق الخريف ويورق الشجر من جديد وتعلوه الازهار والثمار.