حقوق المرأة كاملة غير منقوصة
د. عاكف الزعبي
29-01-2022 05:13 PM
الذين حرموا علينا نساءً ورجالاً مخالفة ولي الامر لا يرون في المرأه حتى اليوم غير أنوثتها التي بحسبهم تورثها نقصاً في كينونتها الانسانيه وفي سوية حقوقها امام القانون مقارنة بالرجل الذي هو السيد في المجتمع وله الولاية على باقي خلق الله من النساء.
مفاهيم طواها الزمن تعود الى ما قبل القرون الوسطى بكثير لم يستطيعوا التحرر منها إلى يومنا هذا. المرأة في نظرهم حرمة من عالم الحريم ومجموعة من العورات من رأسها حتى أخمص قدميها. وهي لا تؤتمن على نفسها فقد تفسد وفسادها إثم عظيم لا يمكن إصلاحه أما الرجل ففساده مشفوع وفيه وجهة نظر وقابل للاصلاح.
يعتقدون أنه يكفي المرأة ما اكتشفوه لها بأنها الام والاخت والزوجة والبنت وحسبوا أنها بذلك قد نالت الفوز العظيم الذي يعوضها عن كل حقوقها كإنسانة وعضو فاعل في المجتمع وشريكة أصيلة في بنائه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
يا سادة هل لكم ان تتعظوا من دروس الحياة العملية عبر التاريخ التي تقيم عليكم الحجة في كل يوم؟ منعتم خروج المرأة وخرجت، ومنعتم تعليمها وتعلمت، ومنعتم عملها وعملت، وشككتم بقدراتها العقلية والعملية وها هي كما ترون شريكاً ناجحاً للرجل في كافة مجالات الحياة ومختلف الأعمال.
عبثاً تحاولون بينما الزمن يمر والحياة تمضي والمجتمعات وثقافاتها تتغير كلما تقدم العلم واختلفت أدوات الإنتاج ونضج حوار الثقافات وتوسعت العولمة. هكذا هي سنة الحياة تغير لا يتوقف وتبدلات ثقافية مصاحبة مستحقة في كافة المجتمعات.
لن تغير الحياة سننها، ولن تفلح محاولات العودة بالحياة إلى الوراء، ولم يعد تشبث المرأة بحقوقها قابلاً للاقتلاع، وكذلك اصرارها على حضور مجتمعي مكافىء لدورها المتنامي يوماً بعد يوم. وانه لفخر لنا في الاردن أن تقدمت نساؤنا في كافة التخصصات العلمية ومارست معظم التخصصات المهنية العملية واصبحت سيدة اعمال ودخلت مؤسسة الجيش والامن العام، وصارت قاضية واعلامية وأديبة وفنانه ورياضية وانتخبت رئيسة بلدية ونائبة واختيرت وزيرة.