حديث الثلج وجهود حماة الوطن والمسيرة
د. محمد ناجي عمايرة
29-01-2022 05:07 PM
كلما حل علينا الزائر الأبيض..نتذكر اغاني فيروز ونستحضر حكاياتنا المخبأة عن الثلج ،وتجاربنا الماضية.
ولا انسى القصائد الجميلة التي تتحدث عن الثلج، وما يستثيره في النفس، من مشاعر واحاسيس إنسانية.
والثلج صنو المطر والضباب والريح..
وفي ثقافتنا وتراثنا للثلج حضور وللمطر تقدير ،ويقترن بالنعمة والبركة ،ولذلك فلا نتقبل وصفه بانه من الأحوال الجوية السيئة او الرديئة،كما يفعل بعض المتحدثين على أجهزة الإعلام.
بالنسبة لي يثير الثلج مشاعر الارتياح والفرح والسرور والبهجة ..وقد لاحظت ان هذا هو شعور غالبية واسعة من المواطنين..وخاصة الأطفال والفتيان والشباب. فهو يوم فرح ومسرة لا كآبة ولا تذمر.
لا اريد ان امضي في وصف هذه المشاعر لكني اشير الى قصيدة جميلة جدا للشاعر المهجري اللبناني رشيد ايوب وقد جاءه الثلج في الغربة ليستثير احزانه،
يقول في مطلعها:
(ياثلج قد هيجت احزاني
ذكرتني اهلي بلبنان
بالله عني قل لجيراني
ما زال يرعى حرمة العهد.)
(يا ثلج قد ذكرتني امي ايام تقضي الليل في هم
مشغوفة، تحتار في ضمي
تحنو علي مخافة البرد )
اما حالنا مع هذا الزائر الجميل فهي حال مختلفة؛ مابين مرحب و متذمر و غير مبال.
وإذا كان الثلج قد ابهجنا واراحنا من بعض همومنا، ولو لسويعات، فإنه قد اوجع واقلق كثيرين ،ممن لا مأوى لهم، او ممن يسكنون خيام اللجوء، او أضر بهم الفقر، وعضهم بنابه، او اقعدهم المرض، وصعب عليهم الثلج سبل مراجعة المشافي.
لكننا في مشاعرنا المتناقضة هذه نتفق على الإشادة بجهود العاملين بإخلاص لتسهيل سبل الحياة والحركة على المواطنين جميعا للتعامل مع المنخفض او العاصفة الثلجية .
ولأن (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) فإننا نتقدم بوافر الشكر والامتنان والتقدير إلى جميع الأجهزة الرسمية والجهات التطوعية الذين واصلوا ليلهم بنهارهم لخدمة المواطنين والحفاظ على الأمن والاستقرار.
أعني الأجهزة كافة من الامن العام والسير والنجدة والدفاع المدني و الكوادر الطبية و العاملين في أمانة عمان والبلديات والقرى في مختلف المناطق و موظفي وفرق عمل شركة الكهرباء كافة..
فجهودهم جميعا مشكورة ومقدرة..
فهم وهن جميعا نشامى الوطن ونشمياته (يعشقون الورد لكن يعشقون القمح اكثر)
هم وهن (صوان الارض) الذي تتكسر عليه كل التحديات والصعاب.
والشكر واجب لكل من نهض بواجبه وقام بمسؤولياته خير قيام.
ولا ينتقص من هذه الجهود ولا يقلل من هذا الشكر خطأ هنا او هفوة هناك او اداء لم يكتمل هنالك.
قد تكون بعض الاحياء عانت من انقطاع كهرباء او خدمة عامة ،لكن هذا لا ينتقص من احترامنا وتقديرنا للتضحيات الكبيرة و الجهود البناءة والعطاء المتميز ..فبوركت همم النشامى والنشميات.
اما الذين اعترضوا على قرار تعليق الدوام الرسمي ،فلهم ان نحترم رايهم ولكن دون ان نعتقد ان تعليق الدوام كان خاطئا ،فالقرار يمس مختلف فئات المجتمع في كل المحافظات ،ويراعي ظروفها ولا ينحصر في فئات محددة فحسب.
ولا اريد ان اناقش في المسألة، بأكثر من هذا بل ادعو الى تفهم ظروف الناس كافة.
اما آخر المطاف فان ننتبه دائما الى مراجعة الخطط والبرامج وتقييم العمل لنتلافى الأخطاء والعثرات ونعزز الأداء السليم.
وهذه تحية فخر و تقدير لكل ابنائنا وبناتنا حراس الوطن والمسيرة.
وكل " ثلجة " والجميع بخير.