نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد
هشام عزيزات
29-01-2022 10:50 AM
في الوقت الذي سيبدأ مجلس الامة بقراءات واسعة لقانون الاحزاب بما اجرته لجنة التسعين (اللجنة الملكية لتحديث منظومة العمل السياسي وتعديلات الدستور) من تعديلات جوهرية على مواد قانون الاحزاب وكذلك قانون الانتخاب العام، يلتقي الملك وولي عهده الاثنين بنخبة من شباب المحافظات النشطاء في العمل الاجتماعي وتكون الجلسة الملكية اشبه بعصف ذهني وتحفيزي واسع فرض ايقاعه الملك وولي عهده اللذين يواصلان عملهما بمسؤولية وطنية تراها واضحة على كل جانب من جوانب الحياة الاردنية التي هي ديدن الاسرة الهاشمية كابر عن كابر وملك امتداد لملك من عبدالله الاول الى عبدالله الثاني.
والانارة الملكية بالامس القريب سلطت الاضواء، على دعم الملك للشباب والمرأة لتمكينهم وتقوية دورهم بالمشاركة السياسية والانخراط بالاحزاب.. ومن ايمان رأس الدولة وراس السلطات بأن مشروع الاصلاح الاردني الذي سيطال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والتربوي بكل تدرجاته، لا يأخذ الاهتمام الامثل والجدية الا بلمسات واضحة للملك وخصوصا ان شريحتين من شرائح المجتمع الاردني، واجب مشاركتهما اي الشباب والنساء.. وان لا توفيق وسداد الوجهة في عملية الانجاز والابداع في ال ١٠٠ الثانية من عمر دولتنا الا بحضورهما الفعلي والملموس.
هذا الكلام ينطلق من كون الاردن دولة فتية ف ٦٣ ٪ من مكونات الشعب الاردني من شريحة او الاقل عمرا من ٣٠ سنة فما دون و٤٠٪ من عمر ٦٥ فما فوق هم عصب الدولة المركزي والدماء التي تجري في عروق الشريحتين ملك للدولة متى طلبتهما كانا غب الطلب..!
وان كنا ننحاز إلى النسب والارقام فهي نصب اعين الملك وهاجسه والتحديات التي تنفرض على الاردن في المرحلة الحالية لا تستثني احدا، خصوصا في قطاع الشباب الذي وفرت له الدولة في ١٠٠ الأولى حسب احصائية سابقة ٣٦٠ ناديا و ١٢ هيئة شبابية وفي كل محافظة اقيم مركز شباب للاناث واخر للذكور ومراكز نموذجية ونقلت تجربة معسكرات الحسين للشبات إلى المحافظات ولا تخلو محافظة من مدينة متكاملة للشباب الامر الذي فيه تأطير رسمي للحركة الشبابية الاردنية وحالت دون الشتات الفكري والتشرذم .
هذه الاحصائية لعدم دقتها فهي من ارشيف الحركة الشبابية الاردنية، لكنها تعطي اكثر من دلالة سياسية كنا بعضا منها وفي فترة انحصر العمل السياسي المؤسسي الشعبي في الوطن فما كان على الدولة وبعض من العقليات الفذة، الا ان اخرجت تجربة مؤسسة رعاية الشباب بتوسعها بفتح مراكز الشباب في كل المحافظات كي تحتضن الناشئة الاردنية ودون ان تتوزع اهتماماتها بخارج السياق الوطني الاردنية بالهوية الاردنية الجامعة، فقد كنا كاردن دولة تعرضت لتأثيرات سياسة ايدلوجية فكرية، على مدار الساعة، وما كان على باني نهضة الاردن الراحل الحسين بن طلال رحمه الله ونفر من مفكري الاردن وعلى رأسهم الشهيد وصفي التل، الا ان يدركا انا للشباب وعيهم الوطني دون تشتيت ودون تمزق ذهنية الاردني الشاب هنا وهناك.
فكانت مراكز الشباب والمعسكرات الصيفية والمشاركات في الانشطة العربية والدولية، ملاذا من الانحراف السياسي الذي كان علامة فارقة للعالم العربي والعالم من حولنا بمعنى خاصية الانتماء لبلد ونهج وسلوك حياتي لا يمت بالصلة للاردني وثوابتة وقضيته المركزية قضية التشرد والتهجير وطمس معالم الارض العربية في فلسطين واقامة المشروع الوطني الفلسطيني على ارضه المحررة بدولته المستقلة.
وليس للعبث بمكان حين يقول ولي العهد في الجلسة الشبابية بوجود الملك ، "ان العمل جار على تطوير وتفعيل المراكز الشيابية بالمحافظات من حرص اميري هاشمي شاب، على هذه الشريحة، وهو للتو كان مشاركا فاعلا في لقاء شبابي عالمي اقيم في شرم الشيخ، بمصر مطلعا علي تجارب ثرية غنية قدمت من كل العالم لتجارب شبابية ريادية كانت سببا عما نعتقد لهذا الوعد باعادة النظرة بالاستراتجية الشبابية الاردنية وهي تدرك معنى ان يكون العالم مجرد قرية اعلامية لا فواصل ولا سدود امام انسياب المعلومات والمعارف على وسعها وشموليتها.
وبالتاكيد" تلقف الشباب الحاضرون للجلسة الملكية في الحسينية هذا التحدي بالتأكيد على تطلعهم للحصول على الفرصة للقيام بدور فاعل ومؤثر في تشكيل الاحزاب".
وفي اليقين ان هذا التعهد الشبابي للامير وللملك لم يأتي من فراغ حين ندقق بكلام الملك( اننا نريد احزابا قائمة على البرامج لا الاشخاص) وبما يخدم الوطن وقضيته، ان يظل تحت الشمس، وبما معناه ان تجربة الخمسينات والستينات في العمل الحزبي على ما فيها من ومضات وتعثرات لنتركها للتاريخ والتوثيق ولنبني تجربة حزبية اردنية مؤسسية من الاشارات الأولى انها مهوي القلوب والعقول.
ومجلس الامة في حضرته قانون الاحزاب وقانون الانتخاب العامة وكلام الملك وولي العهد كمانردد قطعت جهينة كل كلام بليغ ان كان من تحت القبة وفي المنابر الاعلامية وفي الشارع... هي حالة فريدة من نوعها تبني الاردن الجديد بمساهة كل الاردنيين يمين النظام او يساره او وسطة ومعتدليه هم بناة المستقبل الجديد للاردن الجديد في ال ١٠٠ الجديدة.