الامعة هو من لا رأي له، مع هؤلاء تارة ومع هؤلاء تارة، يأخذونه هؤلاء لليمين، فيأتي غيرهم فيأخذونه لأقصى اليسار، هذا في العرف الاجتماعي لا لون له ولا طعم ولا رائحة إلا أنه وللأسف يشغل حيزا.
قد يحتمل الامعة في العرف الإجتماعي، لكنه كارثة ووبال في التنظيمات الإدارية، والكارثة الكبرى عندما يكونون في مواقع المسؤولية، فسرعان ما يثقون بمن يسبق اليهم ويسيطر عليهم ويسوق ذاته عندهم بأنه حكيم المنظمة المرجع الذي لا يؤتين من قبله، ذو الرأي السديد، العارف بالصغيرة والكبيرة، لا تنطلي عليه الحيل، وأنه حلال المشاكل، وانه عارف بمواطن الضعف والخلل فهو لهم بالمرصاد.
فيسيطر على عقل وحواس المدير (الامعة) فيريه ما يرى، تحكمه الاهواء فيعلي من شأن من يشاء ويخفض من يشاء يلمع من يشاء ويغبر من يشاء.
في حضرة المدير (الامعة) يسود المنظمة الظلم والقهر والإحباط واليأس والقنوط، في حضرة (الامعة) يكون الحق باطلا والباطل حق، والنفاق كفاءة، والتلون ذكاء، والدسائس شطارة، والظلم قوة، والتبلي دهاء.
في حضرة (الامعة) المخلص مقهور، والنظيف منبوذ، والصادق مزعج، والصريح مشاكس، والمبدع متفلسف، والطامح طامع، والنقي ساذج.
في حضرة (الامعة) لا مكان للكفاءة ولا معيار للترقية ولا ضوابط للتقييم، ولا أسس للنقل، ولا حدود للإحالة والإقالة.
الامعة جلسائه السذج، السطحيون، الطفيليون، المداحون، المنافقون، هزازو الأذناب، اصحاب المصالح، المتزلفون، المسبحون بحمد كل قادم، الشاتمون لكل ذاهب، دأبهم التزمير والتطبيل.
الامعة، لا يملك رأيا ولا يستند إلى حجة رأيه انطباعي، ببغائي الكلام، يعبئونه فينطق، وإن استنفذ رصيده أعاوا شحنه.
الامعة، وبال على البلاد والعباد يهابه البعض لمهابة دسائس من حوله، ليس بصاحب قرار، في الغالب يقرب واحدا أو أكثر ك (مجلس حكماء) فيصولون ويجولون ويأخذونه يمنة ويسرة، وجل الموظفين إن أرادوا حاجة استرضوا المقربين فيعدونهم لأن الإمعة في (جيوبهم الصغيرة).
كان الله في عون مع يعملون مع (الامعات) وابدلهم الله خيرا منهم. وكفى!!!!