الحرب على الفساد ليست مجرد أقوال ودعوات نظرية للاستهلاك المحلي او كلمات تطلق في الهواء ترفا وتسلية ورفع عتب او ارضاء للرأي العام حتى يقال ان هناك دعوة وحركة مستمرة لمحاربة الفساد دون حياء او وجل من عدم التنفيذ والأخذ على يد الفاسد وتنحيته وازدرائه وحرمانه من مواقع المسؤولية كونه ليس مؤتمنا ولا يتوفر لديه ذرة انتماء لوطنه.
الدعوات لمحاربة الفساد كثيرة واصبحت مطية لكل راكب وديباجة متكررة في كل مناسبة وتصريح دون أن يكون هناك حصاد وثمرة ونتيجة ملموسة تريح العليل وتنفس عن الغليل.
وحقيقة الأمر انه لا يوجد تشريع ناجع لاجتثاث جذور الفساد وقانون الكسب غير المشروع معطل وحبيس الإدراج إذ لا أحد يحاسب بناء عليه ويكتفى بتقديم الاقرارات بالأموال والاملاك ورقيا وتحفظ على الارفف او في الخزائن نائمة نوما عميقا.
كثير من الداعين لمحاربة الفساد بصوت مرتفع هم ازلام الفساد وعرابوه وهم الذين اثروا بطريقة غير مشروعة ونهبوا الوطن وتركوه عظما بلا لحم وهم يتباكون ويجترون الحديث في المناسبات عن ضرورة محاربة الفساد وتجفيف منابعه وكلامهم عبارة عن فقاعات هوائية فارغة.
الفساد داء عضال استفحل في الوطن واكل خيراته وتنعم به الفاسدون دون حسيب او رقيب وعانى منه الناس ودفعوا ثمنه من جيوبهم ومعاناتهم ولا حياة لمن تنادي.