الاخوان وإطلاق النار على اقدامهم
سميح المعايطة
26-01-2022 12:14 PM
مابين عامي ٢٠١٢ الى الان عاش الاخوان مرحلة دهشة ومحاولة ترميم علاقتهم بالدولة ومؤسسة الحكم بعد الاندفاع غير المحسوب خلال فترة الربيع العربي والتي جعلتهم في مرحلة منها يعتقدون ان المسافة بينهم وبين الحكم قريبه جدا .
وخلال هذه السنوات خسروا علاقة مع مؤسسة الحكم كانت على مدى عشرات السنين وتحولوا الى تنظيم غير قانوني ودخل الانشقاق الى بيتهم .
في سنوات اخيرة كانت امنيتهم ان يسمعوا كلاما لطيفا سياسيا من اي مسؤل في بعض الجهات ،لكن الدولة التي لاتؤمن بالاجتثاث ابقت لهم الحزب يعملون من خلاله ودخلوا عبره الى مجلس النواب .
ونتذكر الفرح الكبير للجماعه والتفسيرات الحالمه عندما التقى جلالة الملك بكتلتهم النيابية في المجلس السابق ،وكانت الامنيات ان يكون هذا بداية لعودة الود .
وحين كانت اللجنة الملكية للإصلاح السياسي كانوا مشاركين ،وكانت رسالة ايجابية من الدولة للمرحلة القادمة ،وعندما خرجت التوصيات وهم شركاء فيها انقلبوا عليها وهم يعلمون انها مشروع الملك للإصلاح ،وذهبوا الى مجلس النواب ورفضوا كل شيء حتى البنود الشكلية ،،وكان واضحا انهم كعادتهم عندما يشعرون ببعض القوة تتغير طريقة علاقتهم مع الدولة.
وحتى قضية النائب الرياطي وهو احد اعضاء الجماعه فلم تكن قضية سياسية لكنها هوشه وضرب ،لكن الجماعه التي لم تستطع تشكيل كتلة في البرلمان لقلة العدد بعد انسحاب عضوين منذ بداية عمل المجلس وتجميد العضو الثالث هذه الجماعه بدات تفكر بطريقة تحقق فيها مكاسب اكبر ،او لنقل السعي نحو فتح باب التفاوض مع الدولة لتحسين معادلة العلاقة.
نواب الجماعه غابوا عن جلسات المجلس الاخيرة ،وربما تكون هناك فكرة للاستقاله، لكنهم يدركون ان الاستقالة لن تكون في مصلحتهم بل ستغضب الدولة ،ولهذا كانت الحاجة الى خطوة اشبه بالضغط على الدولة من خلال تعليق المشاركة في الانتخابات البلدية واللامركزية ،وهو قرار ابقى الباب مفتوحا لانه تعليق وليس مقاطعه نهائية .
ما لاتدركه الجماعه ان هذا التوقيت سيجعل من قرار التعليق او المقاطعه لايختلف عما فعلته الجماعه عام ٢٠١١ و٢٠١٢ حين كانت ترسل الشروط التي كانت تعني تغيير بنية النظام السياسي الاردني ،لكن عليهم ان يتذكروا ان الدولة تماسكت حينها واجرت انتخابات ٢١٠٣ دون الاخوان .
اليوم الاردن بنفذ مشروع اصلاح سياسي بمبادرة ملكية وحين تقوم الجماعه بخطوة مثل الاستقالة من مجلس النواب او مقاطعة انتخابات اللامركزية والبلديات فانها تعلن انها تسعى لمواجهة سياسية مع مؤسسة الحكم ،وانها تريد ارسال رسالة للخارج بهذا .
لكن مايجب ان تتذكره الجماعه ان الزمن الاقليمي ليس زمنها كما كان الامر عام ٢٠١١ وانها اليوم مطلوب راسها في معظم دول الإقليم وان الاردن الذي لايؤمن بالاجتثاث السياسي ابقى على شعرة معاوية والتي تقول الجماعه اليوم انها لاتريدها ،ولهذا ليس مفاجئا ان يكون مسار الجماعه هذا مدخلا لاخذ ماتبقى من الشعرة .
اذا ذهبت الجماعه الى مزيد من التصعيد السياسي حتى لو كان القصد الضغط لتحسين شروط العلاقة فان الامر لن يختلف عمن يطلق النار على قدميه