أهمية زيارة الوفد الفرنسي السياحي
الاب رفعت بدر
26-01-2022 12:05 AM
تحدّوا تقلبات الطقس في هذه الأيام وبرودته ومنخفضاته القطبية، وجاؤوا من فرنسا، إنهم مدراء الحج المسيحي من مختلف أبرشيات فرنسا الذين حلوا ضيوفا على الأردن، لمدّة أسبوع كامل، وبدعوة كريمة من هيئة تنشيط السياحة الأردنية. وقد جاؤوا برفقة المرشد الروحي المطران جان- ماري لو فير، والأمين العام لهذه المؤسسة الاب جاك ماري، وأجروا لقاءات رسمية وأخوية عدة، بدءا من وزير السياحة معالي السيد نايف الفايز ومدير هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات، والمسؤولين عن المواقع الأثرية، ورؤساء الكنائس، وكذلك مدراء الدوائر ذات الشأن السياحي الذين عقدوا معهم ورشة عمل دامت نهاراً كاملاً، حول سبل تطوير العلاقات السياحية وتسيير رحلات حج بغزارة أكبر من فرنسا إلى الأردن.
الملفت للنظر أولاً أننا نتكلم عن رحلة حج، وهذا ما نوه له وزير السياحة: فهنالك زوار وسواح عاديون يزورون الأردن للاطلاع على تاريخه، وعلى المناطق الأثرية في الأردن، ومن الممكن أن يأتوا من أجل المؤتمرات وهذا ما يسمى اليوم سياحة المؤتمرات، أو للتعافي في السياحة العلاجية. لكننا نتكلم اليوم عن السياحة الدينية التي تعتبر حجاً مقدساً.
ان الحاج يقصد الأردن في سبيل أن يحصل على الخبرة الروحية في الأماكن المقدسة، وهذا يتطلب طبعاً مجهوداً إضافياً، بالإضافة إلى تأمين الأمور اللوجستية العادية مثل الفنادق والمواصلات وهذا ما نجحت هيئة تنشيط السياحية بتقديمه للزوار، ولكن هنالك الارتباط مع الكنائس المحلية، وهنا جاء دور رؤساء الكنائس الذين التقوا بالوفد الضيف في دار نيابة البطريركية اللاتينية، وكذلك في مواقع أثرية عديدة. وصار الحديث عن الحاجة لتشكيل زخم أكبر من التعاون بين الكنائس المحلية والقطاعات السياحية في بلدنا، ومع وكلاء الحج في العالم، وبالاخص في فرنسا الذين نظموا أمورهم منذ 75 عاماً، فأسسوا هذه المنظمة التي تحتوي كل فعاليات الحجيج، من كل مختلف أبرشيات فرنسا التي تعد بـ 110 أبرشيات.
ثانياً صار هنالك تفكير كبير لدى الفرنسيين، بعد هذه الجولة، بمضاعفة نصيب الأردن من الزيارات ومن ليالي المبيت، فصار التوجه لتسيير رحلات حج فقط للأردن، بعدما كانت مرتبطة مع وجهات أخرى. و بلدنا بالطبع مؤهل لاستقبال الحجاج، نظرا لوجود عدد كبير من الفنادق، ومن الأماكن السياحية الدينية.
وبعد هذه الجولة الرائعة نتطلع إلى المستقبل وبالأخص التعاون ما بين الكنائس في فرنسا والكنائس في الأردن والقطاعات السياحية في الأردن، وهنالك أمل كبير بأن تعقد الجمعية العمومية لهذه المؤسسة اجتماعها في خريف 2023 في الأردن، وقد بدأت التحضيرات الفعلية واللوجستية لذلك. وهنا عليَّ أن أقول كلمة شكر أولاً للسيد عامر الطوال الذي كان بمثابة الدينامو للزيارة، وهو مدير دائرة الحج في هيئة تنشيط السياحة، وكذلك أخص بالشكر السيدة سامية نسطاس التي جاءت من السفارة الأردنية في باريس، ورافقت الوفد وهذا أيضاً علامة على التعاون ما بين المؤسسة في فرنسا والسفارة الأردنية، لأن من خطط السفارة الأردنية كما نعلم من سفيرنا هناك السيد مكرم القيسي تشجيع رحلات الحج إلى الأردن.
كلنا أمل بأن المستقبل، بعد زوال الكورونا، سيكون مثمراً سياحياً وبالأخص سياحياً دينياً وبالأخص من فرنسا.... كل التحية!
(الرأي)