الطيبة أساس كل الكون وهي الفطرة السليمة التي خلقنا بها. إن تعيش حياة ذات قيمة، ولو كانت ضئيلة يخلق فرحا خَفِيًّا.
هو قرارك أن تقومي بعمل واحد غير أناني ومليء بالأمل يخصك وحدك، ذلك فقط سيغير إحساسكِ بالكون من حولك وسيخلق فارقا في حياتكِ.
في طريق الحياة ابتعدي عن كل من يريد أن يضبط إيقاع دقات قلبك، عن كل من يريد أن يحبس بوحك. وارحلي عن كل ما يقف في طريق عمرك عثرة، كذبه، أو وهم وزيف.
لتكن الحقيقة بيضاء من غير سوء هدفك. ولدنا بروح حرة، نقية، صادقة لم تلوث فطرتها السليمة، بخيال حكايات زائفة.
حين نطقت بعض الكلمات كنت على يقين بها، كان يغمرني ذلك الإحساس، الصادق الذي لا يمكن تفسيره، وكأن لا شيء من قبل كان يعنيني. كنت أشعر أنني أعيش اليوم والأمس وغدا وبعد غد.
حاولت التمسك بأمنية وحيدة، كنت أرفض أن تضيع، لكنها جرحت أطراف قلبي برأسها المدبب، ورغم أني سامحتها، لكنني بكيت وجعا.
قاومت الوجع ومضيت، لم يكن هناك من داعي لعتاب الحروف فقد كانت هشة، لم تكن قوية بحجم الجرح الذي خلفته.
لم يكن ذنب الكلمات أن الريح بعثرتها، فهي لم تكن قوية وراسخة بما يكفي. كان اختبارها مرات متتالية حتمي، لتثبت قوتها واستحقاقها أو لتترك، لتؤجل أو تتبعثر كحلم استفاق على شعاع نور الشمس القوية.
كان في الأفق طيف، يطل ويختفي مثل سحابة رمادية، شعرت بذلك الطيف.
رحلت بعيدا دون أن أستطيع تقديم تبرير مقنع، ولم يكن هناك حاجة لبذل جهدا كبير في التفسير.
ما كان أمر مبهج، قد يتحول في ثواني إلى طريق لا يصل، قد لا يكون ذلك مجرد صدفة وقد يكون مخططًا له بدقة، وكأنه قدرا أحمق الخطى. رسم لنا سراب لسنا ببالغيه إلا بشق الأنفس.
الوحدة كانت تقول لي الكثير. بنظرة خالية، ويد باردة سلمت من بعيد معلنة اختفاء الزمن المنسي، ولسان حالي يقول على رسلك أيتها الحياة احتضنني كي لا تبعثرني الريح.
أحيانًا يعلن حدس الأنثى ثورة بيضاء، ومهما حاولت تجاهلها وراوغت يهمس العقل، لا تقبلي بإنصاف الكلمات ولا الحلول كوني أو لا تكوني.
لقد تعثرت الكلمات، وسقط قلمي حين أراد تخليد ما اعتبرته أهم حدث في حياتي. حملت أشلاء روحي بعيدا نحو سماء عالية بكبرياء أنثى لن يطالها أو يفهم دقات قلبها إلا كل من يمتلك معنى حقيقي الجوهر والتكوين، من لم يفهم كبرياء، وعزة نفس المرأة، لن يدرك معنى سيف الكلمة، ولا يستحق العهد وصدق الوعد.
فجاءة حل السكون في كل الأماكن المتروكة، أدركت بأنني ولدت من جديد أنثى أكثر قوة، لم أعد أخشى الامتداد اللامتناهي للأفق.
لقد تعلمت كيف أنسج شرنقة، على أطرف قلبي ليختفي بالركن الآمن، فأنا لم أتقن يوما فن الاختفاء بالعتمة، لأني أعشق ضوء النهار حين يشرق لاستقبال "المولود أنثى"، وتلك كناية عن كتابي الذي صدر مؤخرا لينشر الإلهام والروح الجميلة الإيجابية التي تساعد على تخطي كبد الحياة.
aaltaher @ aut. edu. jo