الساحة الفكرية مفتوحة على مصاريعها مهما اختلفت الأفكار والهواجس والتصريحات والتلميحات ومهما قال المعلقون وكتب الكاتبون وابحرت الأقلام على صفحات الصحف وفي الاذاعات وعلى صفحات التواصل والاجتماعي ومهما كثرت التناقضات وتعددت الاراء وتبعثرت النظرات. فكل هذا الاخذ والرد يثري الواقع ويحفز العقول ويصفي الأفكار وصولا إلى الحقيقة الدامغة.
لك ان تقرأ ما شئت وتفهم كيف شئت وان تقول رأيك وان لا تشكك بنيات الآخرين وتقلص من قدراتهم وتشتم كتاباتهم او تخطئها عنوة وقسرا دون دليل لأنها اختلفت عما تقول وتعتقد فذاك شأنك ولا يفرض على الآخرين فأنت لست الآمر الناهي ولا صاحب قلم التصحيح ووضع العلامة ولا مصدر الحقيقة المطلقة.
فإذا كنت من المصفقين للباطل والماسحين للجوخ وتعتقد انك دائما على صواب وان الآخرين مخطئون فهذا ديدنك وهذا شأنك وكما تسمح لنفسك بالنفاق والمراءاة اترك الآخرين بحالهم وقف عند حدودك ولا تنصب من نفسك حاكما على الناس فلكل وجهة نظره وقاعدته من المعلومات ومساره في التحليل واستخراج النتائج.
الذم والقدح صفتان ذميمتان عندما يلتصقان بشخص المتكلم الذي يراهن على أن يلقى رأيه صدى وقبولا وهو في واد والناس في واد اخر.
لا تصف الناس بالحمقى والسواداويين فلست من يمتلك الحقيقة الناصعة وان اعتقدت ذلك مجازفا فرغباتك شخصية بحتة وميولك مبنية على مصلحتك ومصالح الآخرين مختلفة وما يرضيك ربما لا يرضى غيرك.
التجرد والموضوعية واحترام الرأي الاخر هو الاقوم والادوم وهو سفينة النجاة لكل عاقل.