ريادة أكاديمية الملكة رانيا في التعليم
د. محمد خالد العزام
24-01-2022 09:23 PM
مما لا شك فيه أن النظام التعليمي في الأردن حقق إنجازات كبيرة خلال الفترة السابقة، فالتعليم أصبح يعتمد على تنمية مهارات التفكير الإبداعي والقدرات العقلية للطلبة، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتحول إلى تعليم نوعي مبني على إدارة المعرفة لا على كيفية اكتسابها لأن إيجادها أصبح متاحًا في كل مكان، وجاء هذا تطبيقًا لرؤى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين تحت عنوان "تطوير التعليم كأساس للإصلاح الشامل" وما اندرج تحته من تشجيع لغة الحوار وتقبل الرأي الآخر وضرورة التنوع الفكري والثقافي والبعد عن التردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث مقتبسًا قول جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين "إن التعليم يشكل أرضية مشتركة لفهم الآخر، وتعميق قيم التسامح بعيدًا عن الغلو والتعصب كما أن تحقيق الإصلاح الشامل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنهضة التعليمية مهما كانت الظروف والتحديات".
وعلاوة على ما سبق نخلص إلى نتيجة حتمية من قول جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين مفادها أنه لا بدّ من تحسين كفاءة التعليم وتحسين مستوى القوى العاملة ضمن مستويات مراحل التعليم كافة، بالإضافة إلى الاهتمام بتدريب المعلمين وتقديم برامج شاملة لتدريبهم أثناء الخدمة بغية ضمان تزويدهم بالمهارات والتراخيص اللازمة لمزاولة المهنة.
وبدا تطور التعليم وريادته في الأردن منذ أن بدأت (أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين)، إذ نرى في كل عام مرّ على تأسيسها تقدم وريادة ورقي وتألق، فجعلت من المعلم ومكنته من مهارات التدريس والتعليم الحديثة، ليكون خريجوها على أعلى درجات التميّز المهني وبذلك أعطت مؤشرات ودلالات مؤكدة أنها حالة تطور تصنع فروقات إيجابية عميقة في مسار العملية التعليمية برمتها وخاصة في جانب تدريب المعلمين والقيادات التربوية والتعليمية وتمكينهم بشكل ينقل هذه العملية لمكان رحب من التميّز والاختلاف في التعليم والتدريب.
ويعود الفضل إلى جلالة الملكة رانيا العبدالله والتي اهتمت بالتعليم وريادته وساهمت من خلال الأكاديمية في رفع مستوى المعلمين وتأهيلهم ليّعدوا لنا الأجيال القادمة وبناة الوطن تحت ظل الراية الهاشمية الحكيمة المظفرة.
ومن هنا نجد أن جلالة الملكة رانيا العبدالله تبنت مفهوم التعليم الحضاري وتطويره بما يتناسب مع تطورات العصر لنكون السّباقين في التنافس العالمي الذي يمكننا من الوصول إلى القمم، ومواكبة التحديث المستمر وضرورة التنوع في الفكر والرأي الذي لا يفسد للود قضية، وبناء عليه واستناداً إلى رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، سيكون التعليم الركيزة الأساسية للبناء والعمران لأننا نعلم أن تقدم ورقي أي بلد لن يكون إلا بنوعية التعليم والثقافة ونوعية الأجيال الواعية المدركة لأهمية المعرفة والتكنولوجيا والتنوع الفكري.
ومما يعزز وجود الأكاديمية بأنها تعمل على عدة مبادرات تسعى لتحسين بنية التعليم من خلال برامج التنمية المهنية للمعلمين والقيادات التدريسية استجابة للاحتياجات التعليمية للأردن بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام ومعالجة التحديات التربوية في المنطقة، إضافة إلى تعزيز مهارات وكفاءة ومستوى المعرفة لدى المعلمين أثناء الخدمة بحيث يمكنهم من الحصول على مؤهلات تدعمهم داخل العملية التعليمية من خلال الاستكشاف والتعلم ومشاركة الخبرات مع مجموعة من أشهر التربويين والخبراء على مستوى العالم.
أما في مجال التشاركية إذ نجد بأن هنالك تعاون بين الأكاديمية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومن خلال هذا التعاون تم تعزيز فرص التوسع في تقديم برامج منها الدبلوم ما قبل الخدمة ليشمل عددا من الجامعات الحكومية من حيث تدريب كوادرها المعايير والبرنامج المخصص لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة الذي أثبت نجاحه والذي يمّكن المعلم بالمهارات التدريسية اللازمة لإدارة الغرفة الصفية بنجاح وتعزيز كفاءة المخرجات التعليمية وهو ما يعكس الدور الهام الذي تقوم به الأكاديمية ويساهم في الارتقاء بنوعية التعليم في المملكة.
ومما يبدو واضحًا أن عمل الأكاديمية يعود إلى القائمين عليها ممثلة بالدكتور أسامة عبيدات إذ نجد بأنه قامة أردنية عملاقة من حيث العلم والإدارة وقاموسه لا يتضمن إلا مفردات النجاح والإنجاز والتميز والإبداع ، يصنع من العجز قوة ولا يتردد في الاعتراف بالخطأ والتقصير وإن حدث تراه يبادر في تصويب كل ما هو خطأ ويسعى دائما لإزالة الشوائب.
ويسعى العبيدات من خلال إدارته الناجحة القائمة على العمل بروح الفريق الواحد والعمل الجماعي والشفافية وقياس المخرجات والتركيز على جوامع النتائج وتقييمها وهذا ما وجدته من خلال تتبعي لعمله ونشاطاته، إذ وجدتُ فيه حُسن التنظيم وروح العمل الجماعي فلا غرابة في مثل هذه المواقف الوطنية والنجاح الإداري الذي قام به الدكتور العبيدات.
شكراً للدكتور أسامة عبيدات والشكر الموصول لكل منتسبي الأكاديمية والقائمين عليها.
حمى الله الأردن ملكًا وشعبًا وحمى الله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين والله من وراء القصد.