وجه أميركا- جميل أم قبيح؟
د. فهد الفانك
30-07-2010 06:08 AM
الوجه الإيجابي أو السلبي لأي بلد له أهمية بالغة وقد يؤثر في النجاح أو الفشل على الصعيد الدولي. وهناك فرق شاسع بين أن يستقبل ممثلو بلد ما في عواصم العالم الخارجي بالتصفيق والترحيب أم بمظاهرات الاحتجاج وحرق العلم.
في السابق كان وجه أميركا قبيحاً ، أولاً بسبب عدوانية سياستها الخارجية ، وثانياً بفعل ماكينة الدعاية السوفييتية والأحزاب الشيوعية حول العالم ، فهل ما يزال وجه أميركا قبيحاً أم تحسن؟.
يبدو من المسوحات التي قام بها مؤخراً معهد بيو وشمل ثلاثة آلاف شخص في 22 دولة ، أن صورة أميركا تحسنت كثيراً ، ذلك أن 60% من المستطلعين ينظرون إلى أميركا إيجابياً ، بارتفاع يعادل 20 نقطة مئوية عما كان في سنة 2007 ، 65% يثقون بأن الرئيس الأميركي أوباما قادر على فعل الشيء الصحيح مقابل 21% حصل عليها سلفه بوش. يذكر أن النظر إيجابياً إلى أميركا بلغ 58% في الصين ، 57% في روسيا. وينطبق ذلك على الهند وإندونيسيا والبرازيل.
يعود الفضل في ارتفاع شعبية أوباما إلى سوء سلوك سلفه بوش ، فالأميركيون وغيرهم على استعداد لتقبل أي كان بعد بوش الذي كان (يتمتع) بأقبح صورة.
من عوامل تحسن صورة أميركا ورئيسها: السلوك التوافقي الجديد ، والتحرك الدولي الجماعي ، وتحسن العلاقات مع الدول الكبرى.
ليس من المؤكد أن تحسن صورة أميركا في العالم يمكن ترجمته إلى نجاحات دبلوماسية. وكل الود تجاه أميركا لا يدفع دول العالم لإرسال قواتها لتحارب مع الجيش الأميركي في أفغانستان.
خصوم الرئيس الأميركي لا ينكرون تحسن شعبية أميركا في عهده ، ولكنهم يقولون أن من الأسهل أن تحب دولة أعظم إذا أصبحت اقل عظمة وفي حالة دفاع.
أميركا اليوم أقل تمسكاً بحرية التصرف بانفراد ، ونجاحها عالمياً يتطلب تعاون الاتحاد الأوروبي والصين والهند وروسيا والبرازيل. والحصول على هذا التعاون أصبح أسهل من أي وقت مضى لأن صورة أميركا أصبحت أكثر قبولاً لدى شعوب هذه البلدان.
هنري كسنجر كان يقول: «ليس لأميركا أصدقاء بل مصالح ، ومن الأفضل لأميركا أن تكون مهابة من أن تكون محبوبة». ذلك الوقت مضى ، فأميركا اليوم بحاجة لكل الأصدقاء الذين تستطيع أن تكسبهم.
الرأي