لا بد من مصالحة فلسطينية على الارض الاردنية
30-07-2010 05:42 AM
في خضم المشهد السياسي المتسارع في المنطقة و التحولات اليومية التي تشهدها الساحة الاقليمية، لا بد لنا اليوم من مراجعة شاملة تشمل -بلا شك- مواقفنا و تحالفاتنا السابقة والحالية.
فالمشهد السياسي الاقليمي يُظهر و بوضوح الحراك الديناميكي الذي تقوم به كثير من الدول المحيطة لتأمين دور و مستقبل لها في أي تركيبة قادمة قد تشهدها المنطقة.
على الصعيد الدولي بدأ الحديث يتكرر في أروقة دولية مختلفة عن مسألة الوطن البديل و عن حل منطقي للقضية الفلسطينية يخلص الاسرائيليين من أي أعباء دون الرضوخ لأي من الشروط.
واكب انتشار الحديث عن "الخيارالأردني" في الأروقة الدولية ضغوط على الفلسطينيين في مناطق مختلفة، فباتت الهستيرتا السياسية تطغى على معظم الحراكات السياسية المتعلقة بهذا الشأن. ففي لبنان بدا مؤخراً و كأن اللبنانيين هم أشد من المتطرفين اليمينيين الغربيين والذين ننتقدهم ليلاً نهاراً ، و اشارات بعض التقارير لمخاوف دول الخليج العربي من أي سيناريوهات محتملة لفرض التوطين عليها. فدولة الامارات العربية بدأت بتشديد الضغط على الفلسطينيين من حيث تأشيرات الدخول و العمل وكأن الكل بدأت تسيطر عليه المخاوف والهواجس من فكرة ازدياد الفلسطينيين على الارض و ذلك حتى لا يتم فرض توطين الفلسطينيين على أي منهم على أساس أنهم الأخوة الفلسطينيين موجودين على الارض و هم أيضاً من سكان المكان.
وعودة للشأن الاردني فأن الظاهرة الاخطر اليوم هي تحول فكرة الوطن البديل و الخيار الاردني من فكرة مستبعدة للمجتمع الدولي ، الى موضوع للنقاش. لا بل بات الاستخدام المتكرر للمصطلح ظاهراً جداً سواء في الشارع العام أو في وسائل الاعلام. ان تكرار هذا النقاش دون حراك أردني منظم للرد عليه سيعمل و بلا شك على اضفاء نوع من منطقية الطرح للمجتمع الدولي و أخشى ما نخشاه بعدها أن يتحول هذا المشروع من كلمة تنطق الى مشروع تقتنع به قوى الضغط العالي و تعمل على تطبيقه.
اليوم نحن مدعوون الى حوار وطني شامل يضم جميع القوى الوطنية الاردنية بشتى أطيافها فترتيب البيت الداخلي الاردني هو الضمان لمستقبل الوطن و الهوية ولا بد أن يرسل الاردن رسائل واضحة و قوية للمجتمع الدولي يتم من خلالها ضحد أي مشروع يضمره أي شخص أو تسعى أي اجندة لفرضه.
وبلا شك تمثل المصالحة الفلسطينية على الارض الاردنية اليوم أبلغ هذه الرسائل و أقواها والتي تحمل في طياتها الاجابة لكل المشككين و المتربصين بالأردن. فلا بد من استعادة الرسائل الايجابية التي ارسلتها حماس للأردن في السابق و توظيفها من أجل تحقيق هذه المصالحة و التي ستكون الرد اللأمثل على كل دعاة التوطين. قد يبدو الطريق شائكاً جداً لكن هذه الخطوة تمثل ااخطوة الأكثر استراتيجية خصوصاً أن الادارة المصرية فشلت الى الان بتحقيق أي نتائج ايجابية و بات انشغالها في أمور المرحلة القادمة و مستقبل قيادتها عقبة حقيقية أمامها لتحقيق أي انجاز أو أداء ايجابي في هذا الملف.
http://amersabaileh.blogspot.com