قليلون الذين يتركون مواقعهم، ونتمسك بوجودهم او يأسف الناس عليهم، فيخيرون بين مواقع اخرى فيرفضون، ويفضلون اداء الرسالة والعودة الى راحة بالهم والانسحاب بهدوء. الدكتور عمر منيف الرزاز يتركنا في الاول من ايلول بدعوى ان ظروفا عائلية وراء ذلك، وان مهمته التي جاء من اجلها اداها وابلغ الرسالة الى كتاب التقاهم الخميس بخطبة وداع مفادها «الضمان الآن في أمان».
محبة الرزاز في قلوب الاعلاميين والكتاب والمثقفين ارضيتها بدأت من الاحترام البالغ الذي يحظى به والده المرحوم منيف وشقيقه الفقيد الكبير مؤنس.. لكن دماثة خلقه ومهنيته الرفيعة ودوره البارع واخلاصه وحفاظه على اموالنا في الضمان وخاصة بعد اقرار القانون المؤقت للمؤسسة تجعلنا نودعه بكلمات لا تفيه حقه، لكنها قد تؤشر الى مواطن الانجاز الذي قدمه الرجل لوطننا وتحييه على صدقيته وايمانه المطلق بما عمل خلال السنوات الماضية بصمت وكبرياء وتواضع جم.
والرزاز خبير دولي، له مكانة طيبة عند أهل العلم والتقدير ويعد مكسبا حقيقيا للمؤسسة التي يعمل بها، وزهده بالمناصب يدل على معرفته الحقة للألقاب والاوصاف، ولعل في التاريخ الاردني اشخاض يعدون على الاصابع ويذكرهم الناس دوما، حتى بعد مماتهم بعشرات السنين لأنهم فضلوا العمل العام على انفسهم وقبولهم بالألقاب والمزايا، والجميع يعرف ان الرجل كان يتقاضى دوما اضعاف رواتب الضمان ومميزاته الا انه استجاب الى دعوة الداعي حين دعاه، ولبى نداء واجبه، وأنهى مهمته بسلام.
يؤكد الرزاز ان الضمان في ايد امينة بعده.. ونحن نرى كذلك فالدكتور معن النسور من الاكفياء ايضا الذين يعول الناس عليه الكثير من أجل مواصلة الحفاظ على اموال الضمان وعدم التصرف بها الا في اطار المصلحة والفائدة التي تعود على صناديقه بالخير وذلك بحنكة واداء رئيس الوحدة الاستثمارية للمؤسسة فارس ابن الشريف العفيف عبدالحميد شرف طيب الله ثراه.
ونثق بقول الرزاز ان اموال الاردنيين في عهدة أمناء على تنميتها وعدم التفريط بأي جزء منها، وسيبقى المشتركون في الخط الاخضر حتى خمسين عاما، وأعتقد ان هذا ما يريده المواطن ويحرص عليه، ويدعم أي توجه فيه مصلحة له ولمستقبل ابنائه.
تحية للرجل الذي يمضي اياما قليلة مديرا عاما للمؤسسة، ونضع أمانة اموالنا وتقاعدنا بعد عمر طويل (قولوا ان شاء الله) في عنقه وكل الشرفاء في المؤسسة التي نحب ونعتز.
عن الرأي.